وقال سماحته ان"المرجعية الدينية العليا صاحبة الفضل الأول بإنقاذ العراق من المخططات التي أرادت الإيقاع به وإدخاله في نفق الصراع الطائفي المظلم",مهنئاً في الوقت ذاته مراجع الدين العظام وعائلات الشهداء والجرحى ومقاتلي القوات الأمنية والحشد الشعبي والدول الإقليمية التي وقفت بجانب العراق بمناسبة إعلان بيان تحرير كامل الأراضي العراقية من براثن الإرهاب".
واضاف سماحته ان"دور المرجعية الدينية العليا في العراق هي بمثابة صمام الأمان للعراق, فهي حاضرة في اشد المواقف ونجدها صاحبة الحلول الرشيدة في الملمات التي تعصف بالبلدان الإسلامية كافة,ولا يمكن بأي حال من الأحوال نكران الدور الأبوي للمرجعية الدينية العليا تجاه كل الدول الإسلامية والذي لم يكن مقتصرا على العراق والعراقيين فقط.
وأشار انه "بفضل التمسك بفكر أهل البيت عليهم السلام والالتفاف حول المرجعية الدينية العليا وهمة الأبطال من شباب الحوزة والعشائر العراقية استطعنا أن نمتص الضربة التي وجهت لنا حتى أصبحنا نمتلك زمام المبادرة",مبينا ان "فاجعة هدم مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء كانت تستهدف الوصول إلى المراقد المقدسة في الكاظمة والنجف وكربلاء المقدسة, فاستطاعت المرجعية الدينية الرشيدة بحكمتها وبعد نظرها وفهمها للواقع العراقي والإقليمي والدولي ان تمتص هذه الضربة في وقتها وتوجه أبناء الشعب العراقي باتجاه الوحدة الوطنية ,فكانت حكمة المرجعية الدينية في العراق الدور الأساس بالوقوف بوجه هذا المخطط والذي يراد منه تمزيق النسيج الاجتماعي في البلاد.
وبين سماحته انه"بالرغم من عظم الانتكاسة التي تعرضت لها القوات الأمنية في سقوط مدينة الموصل الا انه بفضل فتوى المرجعية الدينية العليا وحكمتها استطاع العراق ان يقف من جديد بعد الكبوة وإعادة تنظيم قواته العسكرية ودحر الإرهاب في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي,والذي أراد منه الأعداء أن يفرضوا إرادة الفكر الديني المتعصب على الساحة العراقية وبفضل الله ودور المرجعية الدينية العليا لم يتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم في العراق,فكانت الاية الكريمة مصداقا لذلك في قوله تعالى:(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)", مشيرا الى انه "بفضل الله علينا تمكنا خلال فترة قصيرة جدا من دحر الجماعات التكفيرية بالمقارنة مع الحروب التي شهدتها بلدان العالم الأخرى على خلاف التوقعات والتكهنات الدولية والتي أريد لها أن تكون حربا طويلة الأمد,ويعود الفضل في ذلك إلى دور المرجعية الدينية العليا وفتوى الجهاد الكفائي وهمة الأبطال من مقاتلي القوات الأمنية والحشد الشعبي".
وأشار إلى ان المعركة ضد الإرهاب اكتسبت طابع القداسة والتي جاءت وليدة من رحم فتوى المرجعية الدينية العليا ومباركتها وان المقاتل يحمل في داخله صفة مقدسة في خوض هذه المعركة,فوجدنا ان ابن الجنوب يقاتل إلى جانب ابن الشمال والمنطقة الغربية والمسلم بجانب المسيحي والكلداني والأشوري,وان لفتوى المرجعية الدينية العليا الفضل بإظهار صفة وسمة الإسلام الحقيقي البناء, فهو دين محبة وسلام ولذلك نجد المقاتلين في سوح القتال يقون بأنفسهم المدنيين من أبناء الطائفة السنية ويقدمون لهم كل أنواع المساعدة وإنقاذهم من بطش داعش الإرهابي ويقدمون أرواحهم رخيصة أمام سلامة المدنيين في الموصل وباقي المناطق الأخرى, وبفضل الله عز وجل طويت هذه الصفحة ونسال الله ان يوفقنا لبناء بلدنا وان نكون موحدين أكثر ولدينا رؤية وبصيرة أعمق بالتمسك بالله عز وجل وبمرجعيتنا الدينية وقياداتنا الوطنية.
وبشان طبيعة فتوى المرجعية الدينية العليا ومقارنتها بفتوى الجهاد ضد الاحتلال البريطاني في ثورة العشرين بين سماحته ان" فتوى الجهاد الكفائي التي صدرت عن المرجعية الدينية العليا كانت اشد وضوحا من تلك التي أطلقت في ثورة العشرين لمقاومة الاحتلال البريطاني,فان فتوى المرجع الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني هي الأكثر وضوحا, حيث ان الانتصار فيها أصبح أكثر وضوحا والمشاكل التي مر بها الشعب العراقي في ثورة العشرين تم تجاوزها خلال هذه المرحلة,وان التفاف الناس حول المرجعية الدينية كان واضحا جدا,ودعم الشعب للقوات الأمنية والقيادات في البلد كان واضحا جدا والتفاف العشائر في البلد حول قيادتها الدينية أصبح أقوى وأفضل من ذي قبل,وان دعم المواطنين من محافظات الوسط والجنوب لقواطع العمليات غير محدود من خلال حملات الدعم اللوجستي للقوات الأمنية والحشد الشعبي واحتضان الآلاف من الأسر والعائلات النازحة من مناطق القتال,فان دور المرجعية الدينية العليا كان واضحا جدا بتوحيد الجهود وتوجيه الشعب بكل أطيافه باتجاه بوصلة النصر والوصول به إلى بر الأمان".
وحول مبادرة العتبة العلوية المقدسة واستجابتها لتلبية فتوى المرجعية الدينية العليا أكد سماحته ان"العتبة العلوية المقدسة ومنذ اليوم الأول لانطلاق الفتوى التاريخية للمرجعية الدينية العليا بالجهاد الكفائي حرصت على أن تكون سباقة للامتثال إلى تلبية فتوى المرجعية الدينية العليا حيث شرعت إلى تشكيل فرقة الإمام علي عليه السلام القتالية التابعة إلى العتبة العلوية المقدسة والتي شاركت في اغلب محاور القتال وأعطت الكثير من التضحيات من شهداء وجرحى, كما ان العتبة العلوية دأبت على الاستمرار بتقديم الدعم اللوجستي للمقاتلين في جبهات القتال وإرسال المبلغين من لجنة الإرشاد والتعبئة إلى مختلف التشكيلات من القوات الأمنية والحشد الشعبي في مناطق القتال, كما ان العتبة العلوية المقدسة شانها شان العتبات المقدسة في كربلاء والكاظمية وسامراء بادرت الى احتضان الآلاف من العائلات النازحة وبناء المخيمات لإيوائهم وتوفير احتياجاتهم الضرورية".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)