وبحسب الموقع الإعلامي في العتبة الرضویة المقدسة"آستان نیوز" التقى سماحة السید إبراهیم رئیسي بأعضاء لجنة إحیاء عشرة الکرامة (العشرة أیام بین یوم میلاد السیدة فاطمة المعصومة(س) وبین یوم میلاد الإمام الرضا(ع) تسمى بعشرة الکرامة وتقام فیها برامج ونشاطات کثیرة إحیاء لذکرى المولدین)، وفي هذا اللقاء أکدّ سماحته على ضرورة إقامة احتفالات المیلاد الرضوي بأبهى شکل ممکن، وقال: یجب الاستفادة من جمیع الطاقات والإمکانیات الإداریة والثقافیة والاجتماعیة والنخبویة في سبیل إحیاء عشرة الکرامة بأبهی صورة ممکنة وبشکل أکثر تمایزا وإبداعا مقارنة مع السنوات السابقة.
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة في خراسان أشار إلى قول الإمام الرضا(ع): "إنّ النّاسَ لَو عَلِمُوا مَحاسِنَ کَلامِنا لَاتَّبَعُونا"، وقال: في کلام الإمام الرضا(ع) وسیرته الشریفة الإمکانیة لجذب الناس، ویقع على عاتق أهل القلم والعلماء والنخب في المجتمع مهمة تبیین محاسن الکلام الرضوي للمجتمع البشري.
سماحته اعتبر أنّ بناء المجتمع القرآني یمکن أن یحصل في ظلّ کلام الإمام الرضا(ع)، وأضاف: الإحیاء السنوي لعشرة الکرامة بدون برمجة ثقافیة مبتکرة وعلمیة ومؤثرة لن یعطي النتائج المرجوّة، یجب توعیة المجتمع بأنّ التأسي بشخصیة ثامن الأئمة(ع) في جمیع الأجیال والمراحل سوف یضمن السعادتین الدنیویة والأخرویة للإنسان.
عضو الهیئة الرئاسیة لمجلس خبراء القیادة أوضح أنّ التأسي بسیرة الإمام الرضا(علیه السلام) في جمیع مناحي الحیاة الفردیة والاجتماعیة للإنسان المعاصر سوف یؤدي عملیا إلى تحقق الحضارة الإسلامیة، وقال: یجب أن تطبق تعالیم الإمام الرضا(علیه السلام) وسیرته الشریفة في صلب حیاة الإنسان المعاصر، وهذا الأمر الهام لا یتحقق إلا ببیان محاسن کلام المعصومین(علیهم السلام) وتعالیمهم.
سماحته أکدّ أنّ الثقافة الإسلامیة غنیة بالتعالیم الحضاریة والعملیة السامیة، وأضاف: نحن نمتلك کنوزا عظیمة من الکلمات النورانیة للنبي الأکرم وآل بیته الأطهار(علیهم السلام)؛ کلمات فیها الحلول لجمیع المشکلات وفیها المنهج الأفضل للحیاة، ولکن للأسف نمرّ علیها بلا انتباه أو اهتمام، وبدلا من ذلك ننظر إلى الغرباء لنقتدي بهم في أسلوب الحیاة.
سماحة السید إبراهیم رئیسي بیّن أنّ السیرة الرضویة هي عبارة عن کنز عظیم من العلم والحکمة، وقال: الرسالة الأولى لاحتفالات عشرة الکرامة هي تعریف الناس والمجتمع بحقائق السیرة الرضویة. یجب أن تعلم الجامعات أنّ الإمام الرضا(علیه السلام) هو باب العلم، وعلى السوق وأهله أن یعلموا أنّ العمل بتعالیم مولانا ثامن الأئمة(علیه السلام) سیؤدي إلى ازدهار السوق والإنتاج، الیوم یمکن لسوق العمل والإنتاج أن یزدهر في بلادنا في ضوء العمل بقیم وتعالیم مولانا الإمام الرضا(علیه السلام).
سماحته اعتبر أنّ عشرة الکرامة تمثل فرصة مناسبة لورود السیرة الرضویة إلى صلب المجتمع، وقال: تعالیم الإمام علي بن موسى الرضا(علیه السلام) یجب أن تأخذ مکانها في صلب اتخاذ القرار ووضع الخطط والاستراتیجیات في البلاد، نعم من الجید نشر الرسائل وإلقاء الخطب بهدف توعیة الرأي العام، ولکن هذا العمل غیر کاف؛ فمن أجل ترویج السیرة الرضویة في المجتمع یجب تبیین محاسن کلام الأئمة الأطهار(علیهم السلام) في العمل والإقدام والتنفیذ والتطبیق الصحیح.
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة في خراسان اعتبر أنّ احتفالات عشرة الکرامة تمثل مظهرا للسرور والنشاط المبتني على القیم الإسلامیة، وقال: في احتفالات عشرة الکرامة یجب إثبات أنّ السرور والفرح یمکن أن یکون مبتنیا على التعالیم الدینیة، یمکن في إطار القیم الدینیة لأیجاد الفرح والنشاط في المجتمع لاسیّما عند فئة الشباب.
سماحته أکدّ على ضرورة الاهتمام بفئة الیافعین والشباب، وقال فی هذا الشأن: لاشك أنّه بالاستفادة من التعالیم الرضویة یمکن عبر السبل الصحیحیة إیجاد أحسن حالات السرور والنشاط والحماسة عند الشباب والیافعین، ولکنّ إیجاد مثل هذه السبل واستخلاصها من الثقافة والسیرة الرضویة یستلزم عملیا تخصصیا ویستلزم ورود النخب وأصحاب الفکر والرأي إلى هذا المجال.
سماحة السید إبراهیم رئیسي أضاف: یجب أن لا نتصور أنّ نشاط الشباب وفرحهم وترفیههم لایمکن أن یحصل إلا عبر وسائل الفرح الفاسدة المستلهم من الثقافة الغربیة؛ فهناك وصفات غنیة للنشاط والحماسة والفرح والترفیه موجودة في الدین وفي القیم الإسلامیة، وهنا یقع على عاتق المثقفین وعلماء الدین والمسؤولین تعریف المجتمع والشباب بهذه السبل.
متولی العتبة الرضویة المقدسة أشار إلى أنّ العتبات المقدسة والمناسبات الدینیة تنطوي على إمکانیات وطاقات عظیمة في التربیة وفي صناعة الإنسان، وقال: عشرة الکرامة تشکّل الأرضیة الأفضل للتعاون الفکري في سبیل حلّ مشکلات البلاد ببرکة اسم الإمام الرضا(علیه السلام)، والأعداد الکبیرة من الناس التي تزور العتبات المقدسة في العالم الإسلامي وتجتمع تحت لواء المعصومین(علیهم السلام) لانظیر لها في العالم، والواجب علینا فعله هنا أن نستفي من هذه الإمکانیات والطاقات العظیمة المتوفرة بین أیدینا في سبیل تحقیق الأهداف والقیم الإسلامیة السامیة.(9863/ع940)