وبحسب وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) ان الحکومة الشیوعیة في الصین بعد فرضها قیوداً بحجة مکافحة الإرهاب خلقت أجواء أشبه الحکم العسکري حیث تتحکم الشرطة بکل أجزاء حیاة المسلمین هناك.
وتستهدف الإجراءات الحکومیة في الصین الأقلیة المسلمة هناك الإیغور الذی تتعرض الی التمییز والعنصریة هناك.
وقد نشبت صراعات دامیة في المنطقة التی تقطنها أقلية الإیغور وتبرر الحکومة ذلك بإلقاء اللوم علی المسلمین والتحجج بأنهم یریدون الإنفصال.
وأصبحت الشرطة ترسل عناصرها مرتدین نظارات سوداء الی المساجد لمراقبة المسلمین ومراقبة جمیع النشاطات التی یقوم بها المسلمون هناك.
وعلق المدرس فی جامعة أسترالیا، "جيمس ليبولد"، علی ذلك قائلاً: ان الحکومة الصینیة تسیر نحو إنشاء حکومة عسکریة في الصین.
المسلمون الإيغور في الصين يعانون في ظل "دولة بوليسية"
ويمر المصلون بهدوء عبر أجهزة كشف المعادن اثناء دخولهم الى المسجد الرئيسي في مدينة كاشقار تحت أعين رجال شرطة قسماتهم صارمة.
وخنقت القيود المشددة المتزايدة حياة الإيغور الذين يدين معظمهم بالإسلام في مقاطعة شينجيانغ المتوترة التي يحظر فيها اطلاق اللحى على من هم دون الخمسين عاما، والصلاة في الأماكن العامة.
وعلى مدى سنوات كانت الساحة أمام مسجد كشقار تعج بجموع المصلين الذين يحاولون بصعوبة العثور على فسحة يقفون فيها لفرد سجادات الصلاة والاحتفال بشهر رمضان، إلا أن ذلك لم يعد مسموحاً.
وهذا العام خيم صمت مريب على الساحة امام المسجد الفخم فيما تجمع المصلون للاحتفال بنهاية شهر الصوم، وكان عددهم هو الأقل منذ جيل، بحسب السكان.
ورفضت السلطات التعليق على أعداد المصلين، الا أن رجل اعمال محلي صرح أن الحكومة احاطت المدينة بالعديد من حواجز الطرق لمنع المسافرين من الوصول الى كشقار للمشاركة في صلاة العيد، كما صرح أحد التجار "هذا المكان ليس جيداً لممارسة الديانة".
وتقول بكين ان القيود وانتشار رجال الشرطة الكثيف هدفه ضبط انتشار التطرف الاسلامي والحركات الانفصالية، إلا ان محللين يحذرون من ان شينجيانغ تتحول إلى سجن مفتوح.
وقال جيمس ليبولد الخبير في الأمن الصيني في جامعة "لا تروب" الاسترالية ان الصين "تخلق دولة بوليسية بمستوى غير مسبوق”.
وبدأت السلطات في تعزيز الإجراءات الأمنية وزيادة القيود على ممارسة الديانة في شينجيانغ في عام 2009 بعد سلسلة من أعمال الشغب في عاصمة المقاطعة اورومتشي أسفرت عن مقتل نحو 200 شخص.
وفي مارس/آذار أمر الرئيس شي جينبنغ قوات الامن ببناء سور عظيم من الفولاذ حول المقاطعة بعد أن هدد عدد من الإيغور يزعمون انهم ينتمون الى فرع لتنظيم داعش في العراق بالعودة الى البلاد وسفك الدماء كالأنهار.
وخلال العام الماضي أغرقت بكين شينجيانغ بعشرات آلاف عناصر الامن، وأقامت مركزاً للشرطة في كل منطقة من مناطق المقاطعة، وفرضت قوانين مشددة تهدف الى "القضاء على التطرف".
وتنتشر في الطرق لافتات تقول إنه يحظر الصلاة في الأماكن العامة أو في العلن وإطلاق اللحى لمن تقل أعمارهم عن 50 عاماً، كما يحظر على موظفي الحكومة الصيام خلال شهر رمضان.
وفي تاشكورغان قرب الحدود مع باكستان، أغلقت السلطات مطعماً يقدم المأكولات الحلال "عقاباً له" لرفضه تقديم الطعام خلال شهر رمضان، بحسب صاحب متجر مجاور. وصرح معلم وموظف حكومي ان المدارس تحاول ثني الطلاب عن استخدام تحية "السلام عليكم".
وقال المسؤول ان "الحكومة تعتقد ان هذه التحية الاسلامية تعادل الدعوة الى الانفصال”.
وتنتشر كاميرات المراقبة بشكل خاص في أماكن العبادة، ففي مسجد خال في مدينة ياركاند الجنوبية توجد ثلاث كاميرات موجهة مباشرة إلى منبر الإمام. كما تُشاهد كاميرات أخرى معقلة على عوارض خشبية كالوطاويط.
وفي مراكز الشرطة يراقب رجال الشرطة الشاشات التي تنقل صوراً مباشرة من المساجد وغيره من المباني والشوارع المجاورة لها.
وقبل العيد شوهدت حواجز الشرطة في بلدة هوتان الصحراوية جنوب غرب البلاد، يحرسها جنود يحملون بنادق ورماح بدائية مصنوعة من الأنابيب المعدنية.
وعند أحد التقاطعات أوقف رجال يرتدون السترات الواقية من الرصاص السيارات لتسهيل مرور عشرات الشاحنات المصفحة، وحاملات الجنود تعلوها البنادق، وشاحنات سوداء.
وجابت هذه القوافل المدينة كل يوم خلال شهر رمضان، بحسب رجل شرطة.
وفي مسجد في قلب هوتان مر مسلمون جاءوا لاداء صلاة الجمعة عبر حاجز للشرطة وطلب منهم إبراز هوياتهم عند حاجزين قبل دخولهم المسجد.
وفي الداخل وقف رجال بالزي المدني يرتدون شعار الحزب الشيوعي ونظارات شمسية، يراقبون مئات المصلين.
وأمام المسجد كانت لافتة مضيئة تذكر الناس بأن "أعظم مهمة يقوم بها السكان في شينجيانغ هي التوفيق بين الوحدة الاتنية والدين".
وتنتشر مثل هذه اللافتات في المقاطعة التي تشتعل فيها التوترات بين الايغور وأغلبية الهان الاتنية وأدت الى اشتباكات عنيفة.
وتقول السلطات الصينية ان قمعها للمسلمين الإيغور يشبه الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وبسبب عزم الانفصاليين الانضمام الى حركات أجنبية متطرفة مثل تنظيم القاعدة.
واتهم الإيغور بأنهم وراء حملة طعن وتفجيرات دامية أدت الى مقتل العشرات في أنحاء البلاد في السنوات الأخيرة.
ورغم القلق من التطرف، إلا أن العديد من سكان شينجيانغ يخشون من فقدان هويتهم الثقافية ويعتقدون ان الحكومة تبالغ في إجراءاتها.
وقال صاحب متجر في تاشكورغان "لا نريد أن تصبح المقاطعة باكستان او أفغانستان أخرى" وعبر عن خشيته من انتشار العنف إلى الصين من دول مجاورة.
الا انه أضاف أن "أقلية صغيرة فقط من المسلمين هم متطرفون. ولكن الحكومة الصينية لا تفرق بينهم وبين الاخرين".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)