بحسب وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، منذ تلك العمليتين الإرهابيتين، لم يلتق الإمام راجا مياح، الذي يعيش بحي رافال في برشلونة، بكثير من المصلين في المسجد. فالغالبية المسلمة القاطنة بالحي بدأت تقل من ظهورها حتى لا تسترعي الانتباه إليها لأنها تخشى تقويض التماسك القائم بين الجاليات الدينية في إسبانيا.
وقال الإمام مياح، الذي يعيش بمنطقة كالتالانيا منذ 9 سنوات، "يشعر الشعب فعلا بالخوف. بمجرد أن يخرج الفرد إلى الشارع يتملكه شعور بالخوف. لم يأت للصلاة سوى عدد قليل من المسلمين. في الأوقات العادية، يستقبل المسجد قرابة 40 مصليا غير أن العدد لم يتجاوز 10 أفراد هذا الصباح".
وكانت الجالية المسلمة في إسبانيا تشعر إلى حد ما أنها تعيش في رخاء وسلام لكون البلاد لم تشهد عمليات إرهابية منذ التسعينات. كما أن الأحزاب اليمينية المتشددة شبه معزولة في البلاد ولا تلقى تجاوباً واسعاً لكون المواطنين الإسبانيين يؤمنون بالاختلاف. وبالتالي، لا يتجاوز عدد السكان الذين يرون في الهجرة مشكلة سوى 4 في المئة وفق آخر دراسة لمركز الأبحاث الاجتماعية.
وبعد موجة اعتداءات تنظيم داعش على أوروبا، فإن الأعمال المعادية للإسلام قد ارتفعت من 48 حادثة إلى 543 حادثة في المتوسط ما بين عامي 2014 و2015.
غير أن حي رافال، حيث غالبية الساكنة تتكون من المهاجرين الباكستانيين، والبنغاليين والمغاربة، كان يعيش في هدوء تام إذ قال الإمام مياح "كان الإسبانيون يعاملوننا بطريقة حسنة، وكأننا نتواجد في بلداننا الأصلية". لكن بعد مرور ساعات على حادثة الدهس، شعر الإمام أن "شيئا قد تغير إلى الأبد"، موضحا أنه عندما سمع تعالي الأصوات في الشارع بعد الحادثة، حاول مغادرة الحي لكن الشرطة الإسبانية أوقفته من أجل عملية تفتيش ومراقبة.
وتابع: "الأمر عادي جداً، فقد انتبه أحد عناصر الشرطة إلى لحيتي وإلى جلبابي وبالتالي قاموا بتفتيشي".
وفي سياق متصل، أشار مرزوق روج، مغربي يقيم في إسبانيا منذ أزيد من 16 سنة، شعوره بحزن واستياء كبير عندما تواجد أمام مسرح الجريمة في اليوم التالي من حادثة الدهس، قائلا :"لا يمكن لهم أن يكونوا مسلمين، إنهم إرهابيون، الإسلام دين السلم. لقد أمضيت نصف عمري في إسبانيا وأبنائي يدرسون في المدارس الإسبانية ولا أرغب لأحد أن ينظر إليهم بنظرة استحقار أو إدانة في يوم من الأيام".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)