أفاد مراسل وكالة رسا للأنباء أن المرجع الديني اية الله مكارم الشيرازي، أشار اليوم الاربعاء خلال البحث الخارج لسماحته في قم المقدسة الى حديث النبي (ص) حيث قال: «يأتي على الناس زمان يأكلون فيه الربا قيل يا رسول الله: الناس كلهم. قال: من لم يأكله ناله من غباره».
وأضاف أنه مع الاسف أن مجتمعاتنا اليوم ابتلت بهذا البلاء، فبعد انتصار الثورة واستقرار الجمهورية الاسلامية سعى الكثير من المسؤولين باصلاح القوانين والبرامج المخالفة للشرع المتبقية من النظام الملكي السابق ومن ضمنها كانت القوانين الخاصة بالبنوك التي كانت كتبت وفق القوانين الغربية وتتبع نظام الربا.
وبين في تلك الفترة تم تكليف عدد من العلماء والفضلاء لكتابة القوانين المصرفية وفق الاحكام الاسلامية ورفع اشكالية الربا فيها، موضحا أن هذه القوانين كتبت وفق ثمانية عقود من العقود الشرعية الاسلامية لكي يتم العمل بها في البنوك.
وتابع، لو كانوا يعملون بهذه القوانين لكان يزدهر وينعش الاقتصاد ولتحركت عجلة المصانع بصورة جيدة ولكن مع الاسف الشديد إن مدراء البنوك التفوا على هذه القوانين بغية جني ارباح اكبر وعملوا وفق ماربهم الشخصية.
وأكد المرجع الديني اية الله مكارم الشيرازي على أن حل المشاكل الاقتصادية يكمن في اصلاح النظام المصرفي في البلد، موضحا مع الاسف أن البنوك قامت بتبديل الارباح الى الربا من خلال ايجاد عقود صورية وأبدلوا الحرام بالحلال.
وتابع أن هذه الامور ادت الى ابتلاء الناس بالربا واثر على حياتهم الشخصية، والغريب أن البعض تسلم هذه الاموال المحرمة وذهبوا بها الى الزيارة وصرفوها في اعمال دينية، ونحن مرارا حذرنا المسؤولين من هذه العقود المحرمة.
وبين المرجع الديني مكارم الشيرازي أنه اختلطت الاموال المشروعة بالاموال المحرمة ونال الناس غبار الرباء، وأن هذا الامر ادى الى عدم استجابة الدعاء وادت الى تعقيد المشاكل الاقتصادية.
وشدد على ضرورة ايجاد حل اساسي لهذه المعضلة، مضيفا أن من الاحكام الاسلامية التي تم نسيانها في العقود المصرفية هي اعطاء الفرصة للذين لم يتكمنوا من دفع القرض في وقته حيث تقوم البنوك بتغريمه وهذا يخالف الدين الاسلامي.
وأشار اية الله مكارم الشيرازي في جانب اخر من حديثه الى الاوضاع المأساوية التي يعيشها المسلمون في ميانمار، موضحا أن قضية ميانمار أصبحت من مشاكل العالم الاسلامي، مع الاسف أن المسلمين هناك يقتلون ويشردون عن مدنهم وأوطانهم، وعندما الانسان يشاهد صور هؤلاء المظلومين وهروبهم مع اطفالهم الرضع عبر الانهار والبحر يتألم كثيرا.
وتساءل عن سبب صمت العالم الاسلامي؟، أن عددا من الدول الاسلامية اعلنت عن تضامنها مع المسلمين في ميانمار ولكن لماذا باقي الدول الاسلامية ضلت صامة؟ اليس هؤلاء اخواننا واخواتنا في الاسلام؟ الا يجب مساعدتهم؟
واقترح سماحته أن يتم تشكيل جلسة لوزراء خارجية الدول الاسلامية لبحث طرق لرفع الظلم عن المسلمين في ميانمار لانه لايمكن التعويل على الامم المتحدة لانها تكتفي بالاستنكار فقط.
وتابع أن الامم المتحدة لم تقم باي اقدام مؤثر بسبب أن بعض الدول الكبرى تجني ارباح من هذه المجازر، ولذلك على وزراء خارجية الدول الاسلامية أن يقوموا بعمل ما لحل هذه المشكلة، مضيفا أنني اقترح اقتراحا ثانيا وهو أن يقوم عدد من علماء المسلمين الذين ادانوا هذه الجرائم من ايران وتركية ومصر والعراق ولبنان بزيارة ميانمار والتحدث مع قياداته لفهم المشكلة.
وختم المرجع الديني مكارم الشيرازي، قائلا: أنه على علماء المسلمين أن يتفاوضوا مع الحكومة الميانمارية ويجدوا حلا لهذه المشكلة وأن هذا العمل ليس سياسيا وانما هو عمل انساني، واعرب عن أمله أن يتم حل هذه الازمة باسرع وقت ممكن.(986/ع930/ك518)