وبحسب موقع العتبة الرضوية الإعلامي أن سماحة آية الله السيد أبو الفضل الطباطبائي ممثل الولي الفقيه في سوريا قال في مؤتمر "المباهلة وثيقة الهوية الشيعية" الذي أقيم بالتزامن مع ذكرى حادثة المباهلة التاريخية بحضور جموع الطلاب الجامعيين والنشطاء الثقافيين في قاعة مؤتمرات العتبة الرضوية المقدسة: المباهلة إحدى قصص القرآن الكريم والتاريخ الإسلامي المهمة المتفق عليها عند الكثير من علماء أهل السنة الكبار مضافا للشيعة.
وقال: يوجد عدة نقاط في حادثة المباهلة أقر بها علماء السنة الكبار مثل الزمخشري والفخر الرازي و...، منها أن آية المباهلة نزلت في أهل بيت العصمة والطهارة (ع)، وأن هذه القصة العقائدية لها مركز وهذا المركز هو الأسرة، فالنبي (ص) ذهب مع عائلته لمواجهة منكري الدين الإسلامي الحنيف.
ثم أكد على أهمية مكانة الأسرة في الإسلام، وقال: من خلال مراجعة التاريخ الإسلامي نلاحظ أن بداية الإسلام كانت من العائلة وقصة المباهلة أيضا قصة عائلة.
في هذه القصة النبي الأكرم (ص) جاء مع ابنته وابن عمه وصهره ومع ابنيه - حسب التعبير القرآني -الحسن والحسين (ع).
وقال: النبي الأعظم (ص) بصفته عنصر ثوري، يبلغ الدين الإسلامي مع أسرته لا بشكل فردي. ولذا كانت أسرته (ص) الأعم من السيدة فاطمة وأمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين (ع) مؤثرة في ثورة.
وقال: النبي (ص) عرّف في المباهلة أشخاصا مضافا لأنهم أفراد أسرته فهم من سيمسك بزمام شؤون المسلمين في المستقبل وعلى رأسهم مولى المتقين الإمام علي (ع)، وبالطبع فإن أعداء الدين عملوا على إلقاء الشبهات في هذا المورد، ويتوجب علينا كشفها والإجابة عنها.
وبيّن أن أمير المؤمنين (ع) على خلاف ما أثاره أعداء الدين من شبهات هو أحد الأفراد الأساسيين في المباهلة، قال: الكثير من المفسرين وعلماء الدين أشار إلى أن المقصود من " أنفسنا " في آية المباهلة الشريفة هو الإمام علي بن أبي طالب (ع).
وقال ممثل الولي الفقيه في سوريا: قصة المباهلة تعلمنا الصمود والمقاومة، لأن الرسول (ص) لم يكن من أهل اللعن، بل علمنا من المباهلة درسا في الصمود، وأنه يجب علينا بذل قصارى جهودنا لإثبات حقانية الإسلام.
وقال: الإسلام يمتلك الكثير من الوسائل الدفاعية من بينها العقل، والاستدلال، والنصيحة، والأخلاق و...، ولكن إلى جانب كل هذا يوجد أيضا في الإسلام المباهلة. إن المباهلة لا تتعلق فقط بالمورد الذي حصل مع نصارى نجران فبل ألف وأربعمئة سنة تقريبا بل لها استخدام ومصداق في الوقت الحاضر أيضا، فالمقاومة ضد الاستكبار العالمي في سوريا والعراق واليمن من مصاديق المباهلة في العصر الحاضر.
إن مقاومة القوى الإسلامية في هذه البلدان للدفاع عن مزارات ومراقد أهل البيت (ع) نوع من المباهلة ولو أن هذه المقاومة غير موجودة لاعتدى أعداء الإسلام على حريم أهل البيت (ع).
تجدر الإشارة أن مباهلة الرسول (ص) مع نصارى نجران وقعت في 24 من شهر ذي الحجة من العام العاشر للهجرة حيث دعا الرسول (ص) نصارى نجران في رسالة إلى الإسلام، فلم يقبلوا الإسلام وأرسلوا ممثلين عنهم إلى المدينة، وهناك أمر الله تبارك وتعالى النبي (ص) بدعوتهم إلى المباهلة.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)