وفي كلمة له خلال خطبة الجمعة راى قبلان انه "لا يمكننا إلا أن نكون متفائلين، ولكن بحذر، لأن ما كنا نتطلع إليه من قيام دولة فعلية لا يزال غير واضح، ومعالمه لا تبشّر بالخير، وكل المؤشرات لا توحي بأن المسار السياسي الذي أوصلنا إلى هذا الواقع قد يتغيّر في المدى المنظور، وقد لا يتغيّر في ظل ذهنية الهيمنة السياسية التي تعوّدت على الأخذ من الدولة، لا على إعطائها، وتأسست على مفهوم القسمة وتوزيع الحصص، هذه الذهنية متجذرة في العقل السياسي اللبناني، والانعتاق منها يلزمه جهد كبير، وإرادة وطنية جامعة، لا تزال للأسف غير موجودة حتى الآن، رغم كل المخاطر والمخاوف المحدقة، مما جعل ثقة اللبنانيين بدولتهم وبسياسييهم وبكل العناوين التي تطلق من هنا وهناك مهزوزة، بل مفقودة. وما نشهده من قلق مجتمعي وتخبّط اقتصادي وأوضاع معيشية ضاغطة وغياب للدولة في أغلب المناطق، واهتراء في المؤسسات والإدارات، وتحايل على الدستور وتجاوز للقانون، كل هذا يدفعنا إلى الشك بأن الدولة التي يحلم بها كل لبناني لن تقومَ ونحن في هذه المشهدية المقززة، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا صحة ولا تربية، بل وعود معسولة ونفاق دائم وسجال سياسي يبدأ ولا ينتهي حول الأمور كافّة، ولا اتفاقات إلا على ما يحقق مصالح المتنفذين من أهل القسمة، بكل أسف".
وتوجه للمسؤولين ان "الحاجة ماسة وضرورية كي تتحركوا وتعملوا معاً على إنقاذ البلد، فلبنان انتصر وحقق إنجازات كبرى في مواجهة الإرهابين التكفيري والصهيوني، وأسقط مشروع الفتنة، بفضل جيشه ومقاومته وشعبه، وما عليكم إلا أن تنتصروا أنتم على أنفسكم، وتعملوا معاً من أجل بناء دولة بما تعنيه الدولة، وإلاّ فالمخاطر كبيرة، والتوطين على الأبواب، وإذا لم تحزموا أمركم، وتبادروا إلى إصلاح ما أفسدتم، وسارعتم إلى الخروج من كل هذه الانقسامات والخلافات والاختلافات، فنحن ذاهبون إلى الأصعب والأخطر، فوضع البلد لا يحتمل".(۹۸۶۳/ع۹۴۰)