وكانت عائلة الفقيد تنازلت عن أي حقوق قانونية ومالية. وقدم الخطيب التعازي لعائلة الفقيد في القاعة العامة في العقبة حيث رافقه عضو المكتب السياسي في حركة "أمل" الشيخ حسن فرحات ووفد كبير من بلدة لبايا والقرى المجاورة، وكان في استقبال الخطيب عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور ولفيف من مشايخ الموحدين الدروز وفاعليات المنطقة وحشد من الأهالي، وبحضور النائب أمين وهبي.
وبعد كلمة وجدانية للشيخ الخطيب تحدث فيها عن قيم أهل المنطقة وحسن الجوار الذي تنعم به بفضل الروحية التي يمتلكها أبناء هذه البلدات، قال: "إننا كأبناء وطن واحد لنا هموم واحدة ومشتركة في كل المجالات، وما يهمنا بالدرجة الأولى هو الإستقرار، هذا الإستقرار الذي نتحمل نحن المواطنون مسؤوليته كما أن الدولة والقوى الأمنية تحمل مسؤوليته"، وأمل الخطيب أن "يستتب الأمن والأمان في لبنان وأن يعيش الجميع أخوة متحابين، وأن يتخلصوا من الإنقسامات السياسية ويفصلوا بين السياسة والمواطنة، وان يعيشوا كأخوة فيما بينهم وإن اختلفت مشاربهم وأهواؤهم السياسية".
وتابع الخطيب: "همومنا كبيرة جدا في لبنان، والأخطار التي تحيط بنا كلبنانيين كبيرة وخطيرة جدا، إن لجهة الأخطار من الإعتداءات والتهديدات الإسرائيلية أو التهديدات الإرهابية، والتي هي ليست تهديدات لطائفة من الطوائف وإنما هي للبنانيين جميعا، وأي طائفة من هذه الطوائف تتعرض لأي خطر أو تهديد، فإننا جميعا سنكون تحت هذا الخطر ونتعرض له، فالأمن واحد ولا يمكن أن يتجزأ، وهذا يستدعي أن نكون يدا واحدة وقلبا واحدا، الإختلاف في السياسة أمر طبيعي، لكن هناك خطا أحمر يجب أن يكون للجميع وهو الوحدة الوطنية والمصالح الوطنية الكبرى".
واعتبر أن "الإتفاق بين السياسيين أمن للبنان واللبنانيين بعضا من الإستقرار والأمن، وبالتالي المطلوب الآن البدء بحل مشاكل اللبنانيين الإقتصادية، وهذا بحاجة إلى مزيد من العمل لتحقيق آمال اللبنانيين، فإن هذا بحد ذاته غير كاف لإيجاد الإستقرار اللازم ولإخراج لبنان من المأزق الذي هو فيه، خاصة وأننا نعيش في منطقة مشتعلة، لقد كان اللبنانيون رغم كل ما حصل على قدر كبير من المسؤولية، إذ أنهم لم يسقطوا في الفتنة وأبقوا لبنان خارج هذه الفتنة التي أصابت المنطقة وخربت بلدانها".
بدوره، أبو فاعور وبعد أن شكر باسم أهل الفقيد وأبناء المنطقة زيارة الشيخ الخطيب وتقديمه التعازي، اعتبر أن "ما قام به أبناء الفقيد هو من أخلاق وقيم أبناء هذه المنطقة" وقال: "ليت السياسيين وأهل السياسة يكونون على شاكلة أبناء هذا الوطن، وعلى شاكلة عائلة الفقيد التي ما أقامت حسابا لا للحقد ولا للثأر ولا ضغينة ولا للمال ولا للمصالح إلا للخضوع والقبول لإرادة الله، ولإرادة المحبة والجيرة والأهل".
وأمل أبو فاعور في أن "يكون أهل السياسة كإبن اللبون في زمن الفتنة لإبعاد الفتنة وكل أشباح الفتن عن هذا الوطن، والفتن تقرع أبوابها من شرق ومن غرب، من أحداث متفجرة على هذه الحدود أو تهديدات على تلك الحدود، نأمل في أن يتحلى أهل السياسة (ونحن منهم) بالقدر الكافي من الوعي ومن المسؤولية ومن الوطنية، لكي يكونوا على شاكلة هذه العائلة".
كما وكانت كلمة للنائب وهبي شكر فيها الجميع على الروحية التي تحلى بها أبناء المنطقة، وكانت كلمة شكر من قبل عائلة الفقيد شكروا فيها الشيخ الخطيب لحضوره وتقديمه التعازي والوفد المرافق.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)