ينتظم المؤتمر الذي تتواصل أعماله حتى اليوم السبت، بمبادرة من معهد غرناطة للبحوث والدراسات العليا، وجامعة بادوفا، وجامعة بيومنتي أورينتالي، ومؤسسة "مؤمنون بلا حدود" للدراسات والأبحاث، إضافة إلى مؤسسة تشيني، والمركز الجامعي للثقافة والقانون والأديان.
ووفق القائمين على المؤتمر، يبحث الملتقى المساهمة النظرية الجماعية في قراءة واقع المسلمين في أوروبا، وواقع تيار الإسلام السياسي الأكثر حضوراً وقوةً في الساحة الأوروبية، وتأثيره على المجال الإسلامي بالقارة، فضلا عن مقاربة موضوع "الإسلام الأوروبي".
وحسب أرضية جرى نشرها تمهيدا لهذا الحدث الثقافي الدولي المهم، تتمحور أشغال المؤتمر حول 5 نقاط، هي:
1- الإسلام والإسلام السياسي في أوروبا.. التاريخ والتحولات، وعبره يناقش المشاركون واقع الإسلام والمسلمين في أوروبا، وتاريخ تشكل تيار إسلامي حركي موحد فيها، وجدلية التوظيف (توظيف الغرب للإسلاميين).
كما يناقش المجتمعون في هذا الإطار استفادة الإسلاميين من السياق الأوروبي، ودوافع التكيف وأثره على استراتيجية ومنظور جماعات الإسلام السياسي في أوروبا، وانعكاسات هذه التحولات على خطاب الإسلام السياسي في العالم العربي.
2- الإسلام السياسي في أوروبا.. التنظيمات والتصورات والاستراتيجيات: يسعى المشاركون من خلال هذا المحور إلى رسم خارطة المؤسسات والمراكز والفاعلين في المشهد الإسلامي الحركي، وموقعهم وتأثيرهم على المجال الإسلامي في أوروبا.
كما يتناول أيضا استراتيجيات الانتشار، ومحاور الداعمين من الدول، سياسيا واقتصاديا، وعلاقة الدعم باستراتيجيات الدول الإقليمية والدولية والمصالح المشتركة بينهم، وأثر ذلك على المجال الإسلامي في القارة.
3- الإسلام السياسي في أوروبا.. المسارات والتحولات: يستعرض هذا المحور أهم المسارات والتحولات الأيديولوجية والتنظيرية التي طالت واقع الإسلام في القارة الأوروبية، موازاة مع المسارات والتحولات التي طالت المشهد الإسلامي الحركي، من الناحية الفكرية والسياسية.
وترمي النقاشات بهذا الخصوص إلى إبراز مدى الاتساق بين الفكر والممارسة السياسية.
4- الإسلام السياسي وإشكالية الاندماج في الدول الأوروبية: ضمن هذا المحور، يستعرض المشاركون أثر أدبيات واستراتيجيات مشاريع الإسلام السياسي، واهتماماته وأهدافه وخطابه على واقع المسلمين في أوروبا.
5- الإسلام والإسلام السياسي في أوروبا.. رؤى استشرافية: محور أخير يقدم من خلاله المشاركون رؤى استشرافية لـ"الإسلام الأوروبي"، ومستقبل الإسلام في هذه القارة.
كما يدرس المشاركون، في إطار هذا المحور، التحولات الجديدة في المجال الإسلامي الأوروبي عقب التطورات الدولية الأخيرة، وتصاعد موجات التطرف العنيف في أوروبا وخارجها، وتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، وأثر ذلك على المسلمين في أوروبا، وعلى مسارات التحول والتكيف لدى جماعات الإسلام السياسي تنظيميا وسياسيا.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر الدولي الذي تستقبله مدينة البندقية خلال يومين، في وقت يواجه فيه مسلمو أوروبا العديد من التحديات. (۹۸۶۳/ع۹۴۰)