أفاد مراسل وكالة رسا للأنباء أن المرجع الديني اية الله ناصر مكارم الشيرازي أصدر بيانا لمؤتمر "الفضاء الافتراضي؛ الفرص والتحديات" الذي أقامه اساتذة الحوزة العلمية في قم المقدسة في صالة اجتماعات مدرسة دارالشفاء.
وأعرب المرجع مكارم الشيرازي عن امله أن يكون هذا المؤتمر مقدمة لعمل مستمر في مجال الفضاء الافتراضي، قائلا: أن هذه الاعمال قطعا ستكون سببا لمرضاة الله تعالى.
وأكد، في الحقيقة أن ايصال الاخبار الى المجتمعات الانسانية أصبح ذات تأثير كبير وكل من يكون اقوى في هذا الامر سيكون المتقدم على باقي الامم.
وتابع أنه بعد مجيء الاذاعة والتلفزيون اتى دور الفضاء الافتراضي الذي اجتاح العالم من شرقه الى غربه وتسلل الى جميع البيوت والمنازل وأصبح صاحب الدور الاول في ايصال الاخبار الى الناس.
وبين أن الفضاء الافتراضي يمكن أن يلعب دورا هاما في ايصال المعلومات العلمية والتاريخية والاخلاقية والطبية والاجتماعية والسياسية المفيدة الى العالم ويكون اداة لتطوير العالم، ولكن مع الاسف الشديد أن هذا العملاق الاعلامي كان منذ البداية تحت سيطرة المستعمرين والاستكبار العالمي حيث استغلوا هذا الفضاء الى نشر معلومات منافية للاخلاق وشبهات لاضعاف العقيدة الدينية وتدمير العوائل، موضحا ان الاحصائيات تكشف أن اضرار هذا الفضاء أصبحت اكبر بكثير من ايجابياته.
وتابع المرجع الديني مكارم الشيرازي أن الاستكبار العالمي اليوم اتخذ خطوات لاستهداف المجتمعات المعارضة للدول الغربية حيث يتم تحريض الناس عالمين او جاهلين وبعض العملاء الى اثارة اعمال شغب وحرق المدن وتدميرها، مبينا أن اعمال الشغب الاخيرة في ايران هي احدى مصاديق هذا الامر فهم كانوا يزعمون أنهم يمهدون لثورة ضد النظام الاسلامي للقضاء عليه ولكن لحسن الحظ يقظة الشعب ادت الى صفعهم صفعة قوية ولم تمتد حياة اعمال الشغب الى اكثر من ايام.
وأكد المرجع مكارم الشيرازي على أن الاعداء مازالوا يخططون لتنفيذ مؤامرات جديدة، مصرحا ان اعمال الشغب الاخيرة كشفت للجميع أن الفضاء الافتراضي اداة مؤثرة لضرب الاستقرار والامن في المجتمعات التي لا تعمل وفق مصالح الاستكبار العالمي ولذلك لا ينبغي الاستهانة به، فتكلفة الفضاء الافتراضي ضيئلة جدا بالنسبة لهم ولكن اثارها كبيرة وبذلك لا يحتاجون الى اتخاذ اجراءات مكلفة.
واقترح المرجع مكارم الشيرازي عدد من المقترحات لتشكيل فضاء افتراضي سليم يخلو من السلبيات الموجودة حاليا، تأتي فيما يلي:
الاول: استمرار العمل في هذا المجال وعدم الاكتفاء بعقد هذا المؤتمر وتشكيل فريق لمتابعة قرارات المؤتمر.
الثاني: تجميع معلومات واحصائيات دقيقة حول سلبيات ومفاسد الفضاء الافتراضي المسيطر عليه من قبل الصهاينة والامريكان ونشرها لكي يحصل عامة الشعب على هذه المعلومات.
الثالث: ان الفضاء الافتراضي هو يعد احدى المسائل المستحدثة ولذلك ينبغي دراسة جميع فروعه في الحوزة العلمية فقهيا لكي يساعد على توعية المجتمع الاسلامي.
وأوصى المرجع مكارم الشيرازي اساتذة الحوزة العلمية برفع الصوت عاليا لكي يصل الى الغافلين ويخرجهم من السبات ويكون مؤثرا لاصلاح الوضع السائد وتوجيه الفضاء الافتراضي نحو الايجابيات ويصون الشعب من مخاطره. (986/ع975)