وقال ممثل المرجعية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، ان "الله تعالى قال في محكم كتابه {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} وهنا يحث على الفرد والمجتمع والمؤسسة البدء بنفسها في التغيير، فأيها السياسي والاقتصادي والطبي والمعلم وغيره من اي عنوان عليه ان يبدأ بنفسه في التغيير وأي مؤسسة تغيير أدائها للأفضل سيتغير المجتمع كذلك".
وأضاف ان "البعض ينتظر ان يأتي التغيير من الله تعالى وهذا خطأ كبير رغم ان الله عز وجل قادر على ذلك لكن يريد التغيير من ذات الفرد والمجتمع وهو يهيأ لهم الأسباب لقطف ثمار النجاح".
وأشار الشيخ الكربلائي الى ان "الكثير من الأفراد ينتظرون من الاخرين التغيير للمجتمع وهذه حالة خاطئة وسلبية" مبينا ان "الفرد معرض في حياته ان يقع في الكثير من الأخطاء والمعاصي او يتبنى مواقف خاطئة او عقائد غير صحيحة او لديه سلوكيات خاطئة لكنها تراكمها تعرضه الى مآسي في النهاية".
ولفت الى ان "الأمام جعفر الصادق عليه السلام، قال {من أستوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شرّهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسِه كان إلى النقصان أقرب، ومن كان إلى النقصان أقرب فالموت خيرٌ له من الحياة} واليوم هنا المقطع الزمني وليس 24 ساعة فتارة المقصود سنة او شهر او اسبوع او فترة زمنية معينة".
وأوضح ان "الفرد والمجتمع يعيش أحيانا حالة من الركود والرتابة ولا تتطور والمشكلة ان الاخرين يتقدمون ويتطورون، وإرادة الله تعالى من الفرد والمجتمع ومؤسساته تؤكد انه إذا مررتم بهذه الحالة ضرورة الإلتفات لها ويحتاجون الى مجموعة من الامور ومنها ارادة التغيير والله اعطى الانسان العقل والتفكير والابداع وارسل له الانبياء والقادة والقدرة على التغيير".
وبين الشيخ الكربلائي ان "معنى {من أستوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شرّهما فهو ملعون} أي إذا كان الفرد والمجتمع يعيش في نفس الحال نفسه في العبادة مع الله وحياته بمختلف النواحي دون تغيير وتطور فهو مغبون، ويجب على الفرد والمجتمع مراجعة أموره العبادية والحياتية في العمل والسلوك" لافتا الى ان "قول { ومن كان آخر يوميه شرّهما فهو ملعون}، يعني ان الفرد والمجتمع في تراجع سواء على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها من مجالات الحياة".
وتابع ممثل المرجعية العليا "أما قول {من لم يعرف الزيادة في نفسِه كان إلى النقصان أقرب، ومن كان إلى النقصان أقرب فالموت خيرٌ له من الحياة} أي ان هذا الفرد والمجتمع إذا بقي يراوح في مكانه ولا يتطور بالأفراد والمجتمعات الأخرى فالعدم أفضل من البقاء" مبينا ان العلاج "يبدأ من النقطة الجوهرية في التغيير الذاتي وخطأنا الكبير مفرد ومجتمع باننا ننتظر ان يأتي التغيير من الآخرين وان هم من يقوموا بذلك". (۹۸۶/ع۹۴۰)