وتوجَّه إلى أصحاب الضمائر الحيّة وصانعي السَّلام في العالم لكسر جدار الصّمت، لمعرفة مصير المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي في ذكرى اختطافهما، والعمل على إطلاق سراحهما وعودتهما لإكمال مسيرة المحبّة والسّلام التي ضحّيا كثيراً من أجلها.
وختم كلامه بالتأكيد أنّ القدس هي العاصمة الشرعيّة لفلسطين، منوّهاً بقرار رؤساء الكنائس في الأرض المقدَّسة بإغلاق كنيسة القيامة، مستنكراً الحملة العدوانية والعنصرية من قبل سلطات الاحتلال التي تهدف إلى إضعاف الوجود المسيحيّ في القدس.
السيد علي فضل الله شدد في كلمته على ان " لبنان يمرّ في مرحلة هي من أشدّ المراحل صعوبةً، بفعل التحدّيات على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث التردي في الوضع الاقتصاديّ، والفساد المستشري، والاستحقاق الانتخابي الذي يخرج من إطار التّنافس إلى الصّراع بين القوى السياسية، والذي سرعان ما يأخذ بعداً طائفياً"، مبدياً خشيته من "أن يهدّد ذلك السِّلم الأهليّ، كما تهدِّده المخاطر الخارجيّة وحرائق المنطقة، التي وإن أخذت طابع الصِّراع الدّولي والإقليميّ، إلّا أنَّ أدوات الصّراع عادةً ما تأخذ بعداً طائفيّاً ومذهبيّاً، وفي بعض الحالات قومياً". وأضاف اننا " مدعوّون كعلماء ورجال دين ومثقّفين، في هذه المرحلة أكثر من أية مرحلة أخرى، إلى الحضور في الميدان وعدم الانكفاء، لأنَّ ما يجري لا يمكن السّكوت عليه، كما لا يمكن الابتعاد والجلوس على التلّ، فما يجري يتعلّق بمصير وطن نحن معنيّون بحفظه، وبحفظ هذه المنطقة التي يعمل على رسم خرائط جديدة لها على وقع الصّراعات المشتعلة".
ودعا كلّ القوى السياسية في لبنان إلى أن ترتقي بخطابها إلى الخطاب العقلاني الحكيم الّذي يعيد لبنان إلى دوره الفاعل، مشيراً إلى ضرورة اختيار الأكفاء والنظيفي الكفّ لمواقع المسؤوليّة، ليكون هؤلاء على صورة لبنان الرّسالة والقيم، بلد الإنسان، البلد الخالي من الفساد والاستئثار والمحاصصة.
وختم فضل الله بالإشارة الى اننا "ومع اقتراب موعد ذكرى الحرب الأهلية في الثالث عشر من نيسان، لا بدّ لنا من أن نتدارس معاً الوسيلة الأفضل لإحياء هذه الذّكرى التي نريدها استحضاراً لآلام هذه الحرب ونتائجها العبثيّة، لتكون لنا عبرة دائمة يستلهمها كلّ المخلصين في هذا الوطن في إدارة خلافاتهم، ويستهدون من دروسها لوضع السدود أمام خطاب التوتر ومواقف التصعيد وسياسات التهويل، لاحتوائها، والحؤول دون حدوث أيّ اهتزازات في استقرار هذا الوطن قد تنزلق به إلى ما لا يريده أحد". (۹۸۶/ع۹۴۰)