21 March 2018 - 19:07
رمز الخبر: 442552
پ
في خطابه السنوي بمرقد الإمام الرضا (ع)
أكد قائد الثورة الاسلامية، آية الله السيد علي الخامنئي، اليوم الأربعاء، أن الجمهورية الاسلامية الايرانية لعبت دورا كبيرا في قصم ظهر التكفيريين بالمنطقة وتمكنت من إفشال المخطط الاميركي.
 قائد الثورة

وفي خطابه السنوي بمناسبة عيد النوروز وبداية السنة الايرانية الجديدة، في مرقد الإمام الرضا عليه السلام، قال آية الله الخامئني: أشكر الله تعالى بأن وفقني مرة اخرى وسنة اخرى لألتقي بكم أيها الشعب العزيز المخلص، الى جانب هذه البقعة المطهرة والمباركة، وأقدم تحياتي الخالصة الى الزوار الأعزاء الذين اجتمعوا هنا من كل انحاء البلاد، وكذلك أهالي هذه المدينة المقدسة.
ولفت قائد الثورة الى ان خطابه يتضمن نظرة خاطفة على أداء الجمهورية الاسلامية الايرانية طيلة قرابة 40 عاما، سواء في المبادئ الأساسية والشعارات والقيم وسواء في الأداء، لأن عام 1397 الهجري الشمسي (بدأ في 21 آذار/مارس 2018) هو العام الأربعين لانتصار الثورة.
وأضاف سماحته: ان لدينا في البلاد قابليات وطاقات عديدة وواسعة، لم تتم حتى الآن الاستفادة منها، وفيما اذا تم ذلك، فإن وضع البلاد سيحقق تقدما كبيرا وبشكل أفضل بكبير.

وتابع: بشأن القيم الأساسية للثورة والشعارات والمبادئ الأساسية للثورة، فإن ما يمكنني ان اقوله ان الثورة نجحت جيدا في هذا الاختبار؛ أي ان الشعب الايراني تمكن من صيانة مبادئ وشعارات الثورة الأساسية بنفس صلابتها منذ انطلاقتها.

وأوضح: ان ايران تتمتع اليوم بالاستقلال، وهذا كان مطلب عام للشعب في الثورة، أي انه كان رد فعل الشعب الايراني على قرنين من هيمنة الأجانب على هذا البلد.. ومن الجيد ان يولي شبابنا الاهتمام بهذا الأمر.. فإلى ما قبل الثورة، كانت الحكومات (الايرانية) تمارس الحكم تحت ظل القوى الأجنبية.. فطيلة سنوات مديدة كانت هذه القوة العظمى او تلك تأتي بحكوماتنا او تسقطها.. ففي فترة من الزمن، اتفقت بريطانيا مع روسيا القيصرية على تقسيم ايران فيما بينهما.

وبيّن: ان المطلب العام للشعب الايراني كان بأن يخرج من هذه الحالة ويحقق استقلاله، ويمكنن أن أقول ان لا يوجد اليوم في العالم بلد لدى شعبه ما للشعب الايراني من استقلالية.. فالشعب الذي لا تتأثر أصاته بأي حكومة، هو الشعب الايراني، في حين ان البعض يجانبون الانصاف ويستغلون الحرية المتاحة، ويقولون كذبا وزوبا انه لا توجد حرية، فيما تقوم الاذاعات والاعلام الاجنبي ببث هذه الأقاويل على نطاق واسع.

وشدد سماحة قائد الثورة على ان ايران لديها حرية الفكر وحرية الانتخاب، ولا يتعرض أي أحد فيها بسبب أن فكره ورأيه يتعارض مع النظام، ولا يهدد او يتعرض للملاحقة، وبالطبع فإن الحرية يجب ان تكون ضمن إطار.. وإطارها هو القانون وخاصة الدستور.

وفي جانب آخر من خطابه، قال قائد الثورة، ان كل القوى الاستكبارية تعادي مجلس صيانة الدستور، لأنه يحدد مدى تطابق القوانين والأداء مع الشريعة المقدسة.

وأكد ان ايران تتمتع بطاقات ومواهب عديدة، وما تشاهدونه من تطور وقدرات وطنية، انما هو نتيجة الاستفادة من جانب من هذه القدرات، واذا تمكنا من الاستفادة من جميع طاقات البلاد وضمن التخطيط الصحيح، فسيكون تطورنا اكثر بكثير.. ومن هذه الطاقات، ان لدينا 10 ملايين شاب متخرج، وأكثر من 4 ملايين طالب جامعي مشغولون بالدراسة، أي ما يعادل 23 مرة اكثر من بداية الثورة، ولكننا لم نستفد منهم بشكل صحيح حتى الآن.. واذا استفدنا من الطاقات المتوفرة في البلاد بشكل صحيح، فسيكون الاقتصاد الايراني في المرتبة 12 من بين 200 دولة.

وانتقد قائد الثورة سياسة تحديد النسل لدى الغربيين، والتي طالتهم اليوم، وهم يريدون ان تحرم الدول الاسلامية من التعداد السكاني الكبير ويحرمونها من الشباب الناشطين، وإذا كنت أصر على زيادة النسل، لأن البلاد في الغد ستكون بحاجة الى هؤلاء الشباب، وهذا أمر لا يمكن استيراده من الخارج.

وعلى صعيد السياسة الخارجية، أكد قائد الثورة الاسلامية، أنه في العام الماضي رفعت الجمهورية الاسلامية الايرانية راية عزة الشعب الايراني واقتداره في المنطقة.. وقد لعبت الجمهورية الاسلامية دورا هاما في قصم ظهر التكفيريين في المنطقة.. وتمكنت الجمهورية الاسلامية من كف شر التكفيريين عن الشعب في جزء هام من المنطقة.. وهذه انجازات عظيمة.. والآن يحتج المتطفلون الدوليون ممن يريدون التدخل في كل قضايا العالم، أنه لماذا تشارك ايران وتتدخل في العراق وسوريا؟ فما هو شأنكم؟

وتابع: لقد تمكنت الجمهورية الاسلامية من إفشال المخطط الاميركي في المنطقة، والتي كانت تريد من خلاله إنشاء التنظيمات الظلامية الارهابية من قبيل "داعش"، لحرف أذهان الشعوب عن الكيان الصهيوني الغاصب، وتشغلها بالحروب الداخلية.. ونحن بإذن الله أفشلنا هذا المخطط.

وبيّن سماحته انهم (الاميركان) يقولون انهم شاركوا في القضاء على داعش.. انهم يكذبون.. انهم يريدون ان يبقوا على داعش وأمثال داعش، ولكن ضمن تحت سيطرتهم.

وألمح قائد الثورة الى ان أي مساعدة قدمناها في المنطقة كانت ضمن الحسابات المنطقة والعقلانية، ولم تكن من منطلق الاندفاع العاطفي.. فنحن ليس لدينا نوايا للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأينما ذهبنا فإنما كان بطلب من هذه الدول، مشددا على ان اميركا لن تحقق مآربها في المنطقة، الا اننا سنحقق أهدافنا إن شاء الله.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.