وقال: "لذا علينا أن ندخل في هذا الامتحان المصيري بإرادة حرة وعزم كبير على مواجهة التسلط والظلم والفساد بكل أنواعه وأشكاله أينما كان، لأن البلد على شفير الهاوية، والأوضاع التي يعايشها اللبنانيون جميعا تخطت المعقول ولم يعد هناك مجال للسكوت أو الاستهتار أو اللامبالاة من قبل أي مواطن في هذا البلد، فكلنا مسؤولون وعلينا أن نمارس حقنا ودورنا وواجبنا في محاسبة كل من يتلاعب بمصير البلاد والعباد. وعليه، فإن ما جرى ويجري من فساد جراء سياسات المقاسمة والنكد والتعطيل القائمة على التحدي والكيد الطائفي والمذهبي هو الذي أوصلنا إلى ما يهدد مالية الدولة وبنيتها، وينذر بسقوطها".
وأكد المفتي قبلان أن "هذا الواقع يجب أن يتغير، وعلى اللبنانيين أن يحرروا أنفسهم من ثقافة الاستزلام والتصفيق. ولهذا يجب أن نحاسب وأن نختار وأن نقترع لكل من هو أهل وموضع ثقة، لأننا نريد وطنا ودولة ومؤسسات وجيشا وقوى أمنية واقتصادا. نعم نريد بلدا مقاوما بكل معنى الكلمة، دولة مرجعيتها الدستور والقانون، دولة تحكم باسم الشعب وتكون في خدمة الشعب، تحت عنوان "اللبنانيون متساوون في الحقوق والواجبات"، لا فرز ولا طائفية ولا عصبية بل شراكة وطنية تجمعهم ووحدة لا تزعزعها التحديات والمحاولات مهما طغت وكان حجمها".
ودعا الجميع "إلى حسم الأمور ووقف النحيب وأخذ الخيار واعتماد القرار الذي يصحح المسيرة، ويعيد السلطة إلى مصدرها وإلى أهلها الحقيقيين الذين من خلالهم وبتزكيتهم ومباركتهم تنطلق الدولة وتبدأ الرحلة نحو وطن قوي ودولة عصرية ومواطنة حقيقية وسلطات تتحمل مسؤولياتها ومؤسسات تخدم الصالح العام، وهيئات رقابية تلاحق وتكافح وتضبط الأسعار وتصون لقمة عيش الناس، وإدارات نظيفة تتميز بالكفاءة والنزاهة وتقوم بواجباتها وفق ما تنص عليه القوانين، ومواطن صالح يلتزم الانتظام العام ويحاسب نفسه قبل أن يحاسب، ليس خوفا من العقاب، بل حرصا على وطن بات يستحق التضحية والتنازل من الجميع"