جاء حديثه هذا بمناسبة الدعوة التي وجهت اليه من قبل مؤسسة ال البيت في مدريد لاحياء شهادة سابع ائمة المسلمين الامام موسى بن جعفر.
وقد تحدث سماحته عن حياة الامام العلمية والاخلاقية والتربوية والشخصية ودوره في محاربة الظلم والفساد الاجتماعي، لان شخصيته كانت جذابة ومؤثرة في النفوس الطيبة السليمة، ومثّل لذلك بقضية بشر الحافي الذي كان معروفا بالفسق والفجور وكيف اهتدى واستقام بنصيحة الامام، حتى اصلحت وضعه وحاله وجعلته من اعبد الناس ومضربا للمثل به فيقال (فلان ازهد من بشر الحافي).
اما مواقفه في الجانب العلمي فأشهر من ان تذكر، ومنها موقفه مع الامام ابي حنيفة الذي صحح له المفهوم المغلوط الذي كان يعيشه في قضية الجبر والتفويض، فحل له الامام هذا الاشكال وصحح له هذه الفكرة وبيّن له ابعادها الثلاثة المذكور في كتب العقائد وغيرها.
ومن جملة ما قام به الامام تركيزه على بعد الانتماء لخط اهل البيت ولا سيما الانتماء السياسي لهم، وتحرك الامام على مستوى تجويز تغلغل بعض اتباعه في جهاز السلطة الحاكمة، وابرز مثال على ذلك اقراره علي بن يقطين في مركز الوزارة ليكون عينا وعونا للمؤمنين في قضاء حوائجهم.
هذا والحديث عن حياة الامام حافل بالعطاء، لا سيما بنشر فكر اهل البيت وحماية اتباعهم في عصر كان اتهام المرء بالزندقة والكفر افضل ان يقال ان هذا من اتباع اهل البيت.
ولمزيد التفصيل عن هذه الجوانب وغيرها من حياة الامام يرجع الى الموسوعات التاريخية كموسوعة سيرة اهل البيت للشيخ القرشي، وموسوعة الشيخ ال ياسين، وكتاب اعلام الهدى، وغيرها من المدونات التاريخية.
واما في الجانب المأساوي، فقد كابد الامام انواع الظلم والاذى والاضطهاد من هارون الرشيد خصوصا سجنه في اماكن مختلفة كالمدينة والبصرة وواسط وبغداد في سجون متعددة حتى سلمه الى السندي بن شاهك فسجنه في سجن المطبق الذي كان لا يُميز فيه الليل من النهار، وفيه دس اليه السم فكان نهاية حياته مسوما في 25 رجب 183هـ.
هذا واجتمع سماحة السيد بمسؤولي المؤسسة وتباحث معهم عن كيفية الاستفادة من فضاء الحرية التي يعيشونها في هذا البلد لنشر فكر اهل البيت واخلاقهم ومعايشة الناس بالاخلاق الحسنة والتعامل معهم طبق ما يأمر به الاسلام من المحبة للاخرين على اساس القانون الذي وضعه لهم امير المؤمنين(الناس صنفان اما اخ لك في في الدين او نظير لك في الخلق) الى جانب فكرة التسامح والتعايش السلمي والتقارب بين الاديان، لخصوبة المنطقة والاجواء المهيئة فيها لنشر الفكر المحمدي لا سيما ما بين الشباب الذي يتطلعون ويتعطشون الى هذا المنهج السماوي، وخص طلاب الجامعات وخريجيها بان يحاورهم بلسانهم الاسباني.
كما وعد سماحته تكرار الزيارة للمنطقة وارسال المبلغين اليها خلال موسم التبليغ، واكد على الاستفادة من كتب السيد شرف الدين كالمراجعات والفصول المهمة والمسائل الفقهية وغيرها التي ترجمت الى اللغة الاسبانية والمنشورة على موقع مؤسسة الامام علي، الى غير ذلك ممتا ترجم في هذا المجال. (۹۸۶/ع۹۴۰)