ولفت خلال افتتاح مركز التآخي الطبي في مشغرة - مركز رندا سليمان، الى ان "هذا المشروعُ ليس الأول الذي نقيمُه في هذه المنطقةِ، وهو واحدٌ منْ مشاريعَ قمنا بها على المستوى التعليميِ منْ خلالِ مدرسةِ الإمامِ الحسين(ع) التي تحتضنُ مئاتِ التلامذةِ والأيتامِ والحالاتِ الصعبةِ، ومؤسسةِ الخدماتِ الاجتماعية.. وقد حرصنا في كلِ عملِنا، وفي هذا العملِ بالخصوصِ، على الارتقاءِ بهذه الخدمةِ. ولعلَّ عنوانَ هذا المركزِ وبناءَه ومكانَه يوحي بهذه القيمةِ.. فعنوانُ هذا المركزِ هو "التآخي" بكلِّ ما تحملُه هذه الكلمةُ منْ مشاعرَ تمثلُ التعبيرَ الأصدقَ عنِ الأخوةِ الإنسانية، والتي تتجاوزُ كلَ الفواصلِ المصطنعةِ بيننا، لنلتقيَ معاً من طوائفَ ومذاهبَ مختلفةٍ يشاركُ فيها المسلمُ والمسيحيُ والشيعيُ والسنيُ.. وليكونَ ــ هذا المركزُ ــ أحدَ أبرزِ عناوينِ التآخي والتلاقي".
وتابع: "إنَّ الهمَ الأكبرَ هو أنْ ندنوَ من إنسانِنا.. أن نكونَ بعيدينَ عن كلِ تصنيفٍ في ما نفكرُ فيه ونعملُ له.. أن نعملَ للإنسانِ بصرفِ النظرِ عن هويتِه وانتمائِه السياسيِ أو المذهبيِ أو الدينيِ وما إلى ذلكَ، لأنَّ منَ المعيبِ وغيرِ الجائزِ أنْ يدخلَ الإنسانُ المكلومُ والمقهورُ والمتألمُ عندنا في تصنيفاتِنا العصبيةِ وحساباتِنا السياسيةِ والمذهبيةِ والطائفيةِ المعقدةِ.."، مشدداً على أننا لا نرى للخيرِ أيةَ هويةٍ، فهويتُه دائماً هي الخيرُ.
ولفت إلى أنَّ لهذهِ المنطقةِ حقوقاً كبيرةً على اللبنانيينَ، وخصوصاً على الدولةِ، وهي التي تحملَت الكثيرَ من معاناةِ الإهمالِ، وبذلَت الكثيرَ منَ التضحياتِ في مواجهةِ الاحتلالِ والحرمانِ. وهنا، ومن موقعِنا، نطالبُ الدولةَ بأنْ لا توفرَ أيَ جهدٍ لطيِ صفحةِ الإهمال، والقيامِ بالمعالجةِ الجذريةِ لمصادرِ التلوثِ التي تسمّمُ مياهَ الوطنِ وأرضَه، وإن كنا نرى أنَ المدخلَ الأساسَ هو معالجةُ التلوثِ السياسيِ الذي عشعشَ فساداً وهدراً في الكثيرِ منَ المواقعِ السياسية، ونحنُ نأملُ منَ النوابِ الذي سيوفقونَ لهذا الموقعِ أنْ يكونوا على قدرِ المسؤوليةِ في إصلاحِ ما فسدَ من أمورِ هذه المنطقةِ، وفاءً منهم لالتزاماتِهم مع الناسِ الذين نريدُ منهم أن لا يستسلموا لهذا الواقعِ، بأن يؤكدوا حضورَهم الفاعلَ بالمطالبةِ الدائمةِ بحقوقِ المنطقةِ الإنمائيةِ، فما ضاعَ حقٌ وراءَه مطالبٌ"...
واختتم الاحتفال بقصِّ شريط المركز، وجولة في أقسام المركز. (۹۸۶/ع۹۴۰)