أفاد مراسل وكالة رسا للأنباء أن أعمال مهرجان "ربيع الشهادة" الدولي الرابع عشر انطلقت في كربلاء المقدسة بحضور الشخصيات العلمية والدينية والعلمائية من كافة انحاء العالم.
وأشار اية الله محمد جواد فاضل اللنكراني في كلمته خلال حفل الافتتاح الى ظهور افكار وتيارات باطلة ومنحرفة في العالم الاسلامي، مصرحا أن العالم الاسلامي شهد في السنوات الاخيرة ظهور أفكار باطلة وخطيرة أدت الى كوارث وجرائم كثيرة في العراق وسوريا. أن عصابة داعش الارهابية تشكلت باسم الاسلام زاعمة احياء الخلافة الاسلامية ولكن هذه العصابة في الحقيقة كانت صنيعة آمريكا والكيان الصهيوني والغاية منها كانت تدمير الدين الاسلامي وتعزيز جبهة الكفر والاستكبار العالمي.
وأضاف أننا نحمد الله على وجود المرجعية الرشيدة والجيش وقوات الحشد الشعبي الذين تمكنوا من القضاء على هذه العصابة الارهابية في العراق وحرروا مدنه من براثنها، معربا عن تحياته لشهداء العراق الذين دافعوا عن مراقد أهل البيت عليهم السلام.
وصرح رئيس مركز الائمة الاطهار (ع) الفقهي اليوم حان الوقت لكي يبين الفقهاء والعلماء أبعاد ومبادئ هذه الحركة والنهضة الشعبية العظيمة في الدفاع عن المسلمين كي يتضح نهج الدفاع عن الاسلام جيدا للجيل الحالي والاجيال الآتية وتصبح هذه الحركة نموذج يقتدى به لجميع المسلمين في كافة أصقاع الارض.
المبادئ الفقهية والاجتهادية في الدفاع عن الاسلام
وشرح اية الله محمد جواد فاضل اللنكراني المبادئ الفقهية والاجتهادية في "الدفاع عن الاسلام"، موضحا في ثورة الامام الحسين عليه السلام يطرح هذا السؤال: ماهي المبادئ الفقهية لثورة الامام الحسين (ع)؟، هل أن فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت العلة التامة لنهضته عليه السلام؟، أو أن هذه الثورة العظيمة كانت بسبب وجوب الدفاع عن كيان الاسلام؟
وأكد الاستاذ البارز في حوزة قم المقدسة، بحسب هذه المبادئ يمكن تفسير حديث الامام الحسين عليه السلام حيث قال "أني اريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر"، بان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس الامر بالمعروف الذي هو فرع من الفروع الفقهية وانما المقصود منه "اصل الدين" الذي لا يوجد معروف اعظم منه ولا يوجد منكر أعظم من تدميره وتشويه صورته.
وبين أننا نعتقد بان ثورة الامام الحسين (ع) الاستشهادية لم تكن على اساس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الفقهي بدليلين؛ الدليل الاول هو العلم بالتأثير حيث أنه يشترط في الفقه في فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر العلم بتأثير العمل بهذه الفريضة، فالروايات تؤكد أن الناهي عن المنكر والآمر بالمعروف يجب أن يعلموا أن عملهم مؤثر وبعض الروايات الاخرى تؤكد أن الذي يعلم بعدم تأثير نهيه لا يجوز أن يقدم على ذلك ولا يؤجر عليه، وبهذا كيف يمكن أن نفسر نهضة الامام الحسين بأنها تأتي في اطار الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في حين أن الامام وأصحابه كانوا يعلمون عدم تأثير عملهم على السلطان الظالم في الظاهر؟
وتابع اية الله فاضل اللنكراني أن الدليل الثاني هو أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في الفقه مشروط بعدم حصول ضرر على نفس او أموال الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر او المقريبن منه وفي فرض وجود الضرر يرفع الوجوب.
وبين أنه بعد اثبات الدليلين المذكورين اعلاه يتبين لنا أن ثورة الامام الحسين عليه السلام لم تكن للعمل بفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الفقهية وانما جاءت للدفاع عن اصل الاسلام وكيانه.
وأكد عضو جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية أن الفرق بين العنوانين واضح جدا حيث أن الدفاع عن كيان الاسلام ليس مشروطا بالعلم بالتأثير أو عدم الحاق الضرر على النفس او المال، وانما هذا الدفاع واجب حتى لو ادى الى الشهادة او خسران المال.
وبين رئيس مركز الائمة الاطهار الفقهي أن لدينا خمسة ادلة على وجوب الدفاع عن الاسلام، مصرحا أن القرآن الكريم يؤكد هذا الامر في الاية المباركة في سورة الحج؛ «وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ».
وتابع أن الدليل الثاني هي عدة روايات منها خطبة الامام الحسين عليه السلام لاصحابه حيث قال: «يا ايّها الناس أنّ رسول الله(ص) قال من رأي سلطاناً جائراً مستحلاً لحُرَم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنّة رسول الله(ص) يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقّاً علی الله أن يُدخله مُدخَله ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن واظهروا الفساد وعطّلوا الحدود واستأثروا بالفي وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله وأنا أحقّ من غيّر»، هذا الحديث يؤكد أن مواجهة السطان الجائر الذي يريد تغيير الدين واجب على المسلمين.
وأوضح اية الله فاضل اللنكراني أن المسلمين يجمعون على وجوب حفظ الاسلام والدفاع عنه، مضيفا أن جميع المسلمين من الشيعة والسنة يقرون بوجوب الدفاع عن كيان الاسلام، ولا يبعد القول بأن هذا الدفاع من ضروريات الدين في كل العصور والازمنة.
وختم، قائلا: أن العقل هو الدليل الآخر الذي يثبت بوضوح وجوب الدفاع عن الاسلام والمقدسات الدينية، فالعقل يدرك جيدا حسن الدفاع عن الاسلام ومنع الاعداء من التعرض للدين. (986/ع970)