وفي بيان لهم أكد العلماء إن "مجزرة الدراز وما ارتكبه النّظام الفاسد من جرائم لنْ تُنسى، ومسيرة شعبنا الصَّابر ستكلّل بالنّصرِ والنّجاح".
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ الأحزاب ٢٣
ملحمةُ الفداء يومٌ مِنْ أيّامِ الله تعالى يجب أنْ يخلّد في وجدان الشَّعب المؤمن وذاكرة الوطن الغالي، حيث انبرى خيرةُ أبناء البلد للدّفاع حتّى الموت عن الدّين ورمزه الأكبر في البحرين سماحة آية الله الشَّيخ عيسى أحمد قاسم (أرواحنا فداه)، لابسين الأكفان في أحلك الظّروف وأشدّ ما تكون عليه القبضة الأمنية الظّالمة، فما وهنت إرادتهم ولا فلّت عزيمتهم، لأكثر مِنْ عام يوصلون الليل بالنهار، مرابطين على ثغور حراسة الدّين والوطن الذي كاد ينزلق إلى هاوية لا يعلم ظلماتها إلّا الله تعالى، فلا أحد يتكهّن بما ستؤول إليه الأمور لو حلّ شيءٍ بصمام الأمان للوطن والحصن الأكبر للشّريعة، وإنّنا اليوم مدينون لهؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم وسطّروا أروع ملاحم التّضحية، وهم بالمئات من الرّجال الجبال، فمنهم من نال أعلى أوسمة الشَّهادة، ومنهم من لايزال يكابد جروح الفداء، ومنهم من يرزح في الأسر أو يُلاحقه القضاء الجائر، ومنهم الجمر المتوقّد تحت الرّماد، وما بدّلوا تبديلا.
نُقبِّل جباهكم الشَّامخة، ونحمدُ الله تعالى أنَّ في هذا الشَّعب أمثالكم مِن المؤمنين الصَّادقين، فبكم سيبقى الإسلام عزيزًا، وسينعم الوطن بالأمن والسَّلام.
إنَّ مجزرة الدراز وما ارتكبه النّظام الفاسد من جرائم لنْ تُنسى أبدًا، ولابدَّ للمجرم مِنْ عقاب لنْ يُفلت مِنهُ بإذن الله تعالى.
وإنَّ استمرار النّظام في محاصرة منزل سماحة الشَّيخ القائد واستمرار استهدافه يعني أنَّ الخطر لا يزال مُحدِقًا بالدّين والوطن وأنَّ إعداد النُّصرة واجب على كلِّ مستطيع.
نُحيّي في هذه الذّكرى الخالدة صمود شعبنا الصَّابر وثباته على مطالبه الحقَّة والعادلة، وإنَّنا على اطمئنان تام لا يشوبه شكٌّ بأنَّ مسيرة شعبنا الصَّابر ستكلّل بالنّصرِ والنّجاح، وأنَّ المناوئين للحقِّ والإصلاح مصيرهم الخزي في الدّنيا والعذاب الأليم في الآخرة.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
علماء البحرين
٧ رمضان ١٤٣٩هـ
٢٣ مايو ٢٠١٨م
(۹۸۶/ع۹۴۰)