وأشار السيد علي فضل الله الى أنه "لقد عمل السيد محمد حسين فضل الله في كلّ حياته من أجل وطنٍ أراده أن يكون عزيزاً وحراً قوياً في وحدته وفي إنسانه وفي تعاون أبنائه على النهوض به، هو وطن الرسالات السماوية، وطنٌ يتنفس إنسانه نسائم القيم الأخلاقية والإنسانية، لا ما نعانيه من فسادٍ واستئثارٍ بالمال والمقدرات العامة.. وطنٌ تتأكد فيه قدرة الأديان على التلاقي والتواصل ومد الجسور، في مقابل من يريد أن يثبت، وبالوقائع، أنّ الأديان والمذاهب إن وجدت، فستكون في مشروع حربٍ وفتنة، ما يؤدي إلى التقسيم والإلغاء في أي زمان".
وأشار الى أنه "لقد حمل قضايا العالم، كان يرصد العالم عن كثبٍ في تطلّعاته ويومياته، حتّى كأنّه حاضرٌ في كل ساحةٍ، وواعٍ لكل قضيةٍ من قضاياها، وهو ما أشعر متابعيه على امتداد المجتمعات بأنه منتمٍ إليهم وحدهم، فهو لم يكن محدوداً في تطلّعاته وآفاقه، ولم ينأ بنفسه، لأنّ لا مجال للنأي في هذه المرحلة من الزمن وفي الأزمنة اللاحقة، بعدما صار العالم قريةً واحدةً يؤثّر بعضه في بعض، وهو في كلّ ذلك لم يفكّر في مجدٍ ذاتيٍ وشخصيٍ، أو أيّ حساباتٍ أخرى، مما يتنافس ويتقاتل عليه الناس".
ولفت الى أنه "لم يكن غريباً كلّ هذا الحضور، وكل هذا التنوع، ولذلك نجده حاضراً في كل مناسبة، وله دور فيها، ونحن إذ نقف على مسافة ثماني سنواتٍ من رحيله، نجد أن الحضور لا يخبو ولا ينطفئ، بل يزداد تألقاً وتوهّجاً في العقول والقلوب، وفي كل ميدانٍ له حضورٌ فيه، في الفكر والفقه والعقيدة والقرآن والسيرة". (۹۸۶/ع۹۴۰)