وفي تصريح له في معرض استقباله عدداً من الحجاج القادمين من بعض البلدان الخليجية في مقر البعثة في مكة: "ليس معنى أن نكون أقوياء أن نعمل على أن نظلم الآخرين، بل أن نمنع الآخرين من ظلمنا، وأن نوحي لأنفسنا بأننا أقوياء، وأنَّ الفتن التي عصفت ببلادنا، وإن كانت كبيرة وخطيرة، ولم تنته فصولاً، إلا أنَّها ليست بمقدورها أن تنال منا كأمة وشعوب وأوطان، على الرغم من قساوتها وصعوبتها".
وشدَّد على ألا نعمل على استضعاف أنفسنا، وألا نسقط بفعل الحملة الدعائية المضادة التي عملت على زرع بذور اليأس فينا، بسعيها إلى تصويرنا بأننا نحمل كلّ عناصر التفجير الذاتي، وأننا غير جديرين بحمل لواء الحضارة، بفعل ما حدث ويحدث من جرائم ومجازر وكوارث في بلادنا، علماً أن هذه الفتن انطلقت من جذور سياسية تتصل بحركة الاستعمار، ومن الجهات المتطرفة التي ساعدت المستعمر على تحقيق أهدافه وغاياته.
وأكَّد فضل الله أنَّ الإسلام لا يتحمل كدين مسؤولية ما اقتُرف باسمه من جرائم ومجازر وفظائع، داعياً إلى تضافر جهود المسلمين في العمل للوحدة ودفع الحملة الدعائية المستمرة ضد الإسلام، بالسعي إلى تقديم صورته الحقيقة، مشيراً إلى أنَّ موسم الحج يمثل فرصة استثنائية لكل المسلمين لتنسيق خطواتهم ومواقفهم في هذا السبيل. (۹۸۶/ع۹۴۰)