وتوجه المفتي قبلان الى اللبنانيين جميعا "بالتهنئة والمباركة بأيام النصر، ودعاهم الى الوقوف بثبات الى جانب جيشهم ومقاومتهم والعمل معا على مواجهة التحديات والمخاطر من خلال ثقافة وطنية جامعة بعيدا من منطق الانقسام والقسمة، لأن الوطن عندما يتحول إلى حصص طائفية ومذهبية وغايات سلطوية، تسقط المعايير والدساتير والمحرمات، وتصبح الدولة مرتهنة لهذا وذاك، فما يجري على ساحتنا هو من هذا القبيل، حيث تتم فيه عمليات البيع والشراء وتبادل المكاسب على حساب الوطن والمواطن وخارج كل السياقات الوطنية، لصالح أهل السلطة والسياسيين الذين أحكموا قبضتهم على رقاب الناس، وراحوا يتحكمون بالدولة وماليتها ويتصرفون بمقدراتها وبسياساتها كما تحلو لهم شهواتهم".
وقال قبلان: "نعم، نحن في دولة أسياد وعبيد، أسياد متسلطون، وعبيد بانتظار الوعود، فيما أهل السلطة وأصحاب الشأن يتزاحمون على صفقة من هنا وصفقة من هناك، وعلى وزير لهذه الكتلة ووزير لتلك".
أضاف: "البلد بأسره مهدد ومأزوم والقيادات فيه مصرة على المكايدة والتحدي، وتساءل: تحدي من؟ ولأجل من؟ وأي مصلحة وطنية في كل هذا النكد السياسي وكل هذه العراقيل التي توضع في وجه عملية التأليف، ولماذا الخارج؟ وما هي علاقته بحكومة اعتقدنا أنها ستكون نتاج قانون انتخابي جديد، قالوا عنه أنه سينصف الجميع! وسيؤمن الشراكة الحقيقية وعلى أساسه ستنبثق حكومة العهد الأولى، حيث بها ومنها ستنطلق ورشة النهوض والإعمار والإصلاح، ورشة بناء الدولة وحضورها في كل المناطق، وخصوصا في المناطق المحرومة والمهملة، ورشة المؤسسات وفرض القانون ليس بالقوة فقط بل بالإنماء، وإيصال كل صاحب حق إلى حقه، دون وسيط أو واسطة أو مرتش".
وطالب قبلان "كل القيادات والزعامات السياسية والمرجعيات الروحية بالعمل معا على إزالة العراقيل من أمام عملية التأليف، لأن وضعية البلد صعبة جدا، في كل المجالات، ولا يجوز أن يتحول تشكيل الحكومة إلى جبنة للتقاسم على حساب وجع الناس ومأساة البلد". (۹۸۶/ع۹۴۰)