وبحسب الموقع الإعلامي " آستان نيوز" أنّ سماحة السيد إبراهيم رئيسي ألقى كلمة في البرنامج الاحتفالي المقام في الصحن الجامع الرضوي في الحرم الشريف(ره) بمناسبة عيد الغدير، بيّن فيها أنّ الولاء هو حكم الله وإجراء أوامره في المجتمع، وقال: نظام الولاء والولاية أكبر نعمة على هذا البلد، وشكر هذه النعمة يستلزم إجراء تعاليم وتوجيهات الإمام الخميني (قدس سره) وقائد الثورة (حفظه الله)، وينبغي على المدراء والمسؤولين إجراء وتنفيذ هذه التوجيهات والتعاليم قبل أي شخص آخر.
ثم أكد على أنه لا مكان في الحكومة العلوية عند المسؤولين للحياة الأرستقراطية، وقال: كان الإمام الراحل وقائد الثورة منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران يؤكدان أنّ التوحيد هو الحجر الأساس في المجتمع، وفي الخطاب الولائي، وفي العدالة الاجتماعية، وفي العمل بالمبادئ والقيم.
وتابع عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام قائلا: الإمام الخميني (ره) لم يدع الناس إلى نفسه بتاتا بل كان حديثه دائما عن الله والإسلام، وكذلك هي خطابات قائد الثورة الإسلامية وتوجيهاته الاستراتيجية الموجهة للشعب والحكومة كلها لله تبارك وتعالى من أجل مصلحة الشعب وما يهمه.
وأكد أيضا على تنفيذ تعاليم وتوجيهات الإمام الراحل وقائد الثورة الإسلامية في المجتمع حتى يتذوق الشعب عذوبة العدالة، وقال: لا ينبغي أن تكون العنصرية والفساد والفقر بأي شكل من الأشكال موجودة في النظام الإسلامي.
وتابع عضو مجلس خبراء القيادة كلمته مشيرا إلى التعاليم الاجتماعية والحكومية عند أمير المؤمنين (ع)، قال: إن عهد أمير المؤمنين(ع) لمالك الأشتر هو أفضل نموذج إداري لأفراد الحكومة جاء على مر التاريخ.
وبيّن ضرورة اقتداء أصحاب المناصب والمسؤولين في المجتمع الإسلامي في كافة أعمالهم وشؤونهم الإدارية بأمير المؤمنين علي(ع)، ثم أشار إلى حب الشعب للشهيد رجائي والشهيد باهنر، وقال: لولا ولاؤهما وعطفهما والخدمات التي قدماها للشعب بإخلاص وتفاني لما كان الشعب يكنّ لهما كل هذا الحب والاحترام، اليوم يجب أن يعلم جميع المدراء والمسؤولين في الدولة أن أعمالهم مسجلة ومحفوظة عند الله تبارك وتعالى إذا اجتهدوا وتفانوا قربة له في تحقيق مطالب الشعب.
وقسّم متولي العتبة الرضوية المقدسة الناس على طول التاريخ إلى قسمين أصحاب الولاء بالقول والفعل، والمدعون له في الشعار دون العمل، وقال: إننا نفتخر بأن شهداءنا وجرحانا هبوا إلى الساحة بكل رجولة لصيانة الإسلام والحدود وشرف إيران من المعتدين عندما أصدر الإمام الراحل الحكم بالجهاد واستمر صمودهم ثمانية سنوات، هؤلاء هم أصحاب الولاء الحقيقي.
وكذلك المدافعين عن مراقد أهل البيت (ع) هم من أصحاب الولاء الحقيقي لأنهم عندما أحسوا بتيارات الاستكبار تهدد الإسلام والأمة الإسلامية هبوا إلى الساحة ودافعوا عن الإسلام والمسلمين بحماس، وأما المدعون للولاء يقفون في الطرف المقابل لهؤلاء، وهم من أصحاب الشعارات إذ لا تجد الولاء والولاية عندهم إلا في الكلام والقصائد.
وأكد على لزوم تجلي قوله تعالى (سمعنا وأطعنا) في كلّ من يقبل الولاية، إذ قد تجلت جميع الخصال الحميدة وصفات الإنسان الكامل في أمير المؤمنين (ع) فهو القرآن الناطق، وهو مظهر العدالة والمروءة والرحمة بالناس وفيه أعلى مراتب العبودية لله تبارك وتعالى، ولكن العالم اليوم للأسف يفتقد تعاليمه(ع) وتواجده النوراني.
وأشار إلى قصة تصدق أمير المؤمنين(ع) بخاتمه في الركوع على الفقير، المذكورة في قوله تعالى: ( اِنّما وَلیّکم الله ورسوله والّذین آمنوا الّذین یقیمون الصّلوة ویؤتون الزّکاة وهم راکعون). معتبرا هذه الحادثة دليل على إخلاص أمير المؤمنين (ع) لربه عزّ وجلّ.
وقال: إنّ سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة مرهونة بالعمل بتعاليم وتوصيات علي بن أبي طالب(ع) الصانع للإنسان، فهو قدوة وأسوة للإنسانية جمعاء، وهو صوت العدالة الإنسانية ويعلم كل من يعمل بتعاليمه وسيرته كم هي الحاجة اليوم في الحياة الشخصية والاجتماعية إلى هذه التعاليم وإلى هذه السيرة. (۹۸۶/ع۹۴۰)