كما أوصى سماحته الحاضرين بعدم تضييع فرصة موسم الأحزان في شهر عاشوراء، بأمور بعيدة عن قضية الإمام الحسين عليها السلام، التي من خلالها عرف العالم من هم الشيعة، وببركات عقد هذه المجالس التي أرساها المعصومون عليهم السلام، ودفع جلّ وعلّا عنا البلاء المبرم الذي كان يحدق بنا من كل صوب، فهي نعمة منّ الله تعالى بها علينا بهذا الموسم، وهو ربيع للشيعة، فعلينا أن لا نفوت هذه الفرصة المباركة التي بكى لها الأنبياء والرسل والأئمة سلام الله عليهم واحدا تلو الآخر؛ وصولا إلى الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف حين قال "لأَندُبَنَّكَ صَباحاً ومَساءً ولأَبكِيَنَّ عَلَيكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً...".
وفي ختام حديثه المبارك بعد الدعاء لهم بالتوفيق والسداد، أوصى سماحة المرجع السيد الحكيم "جميع المؤمنين بإقامة المآتم حزناً على سيد الشهداء عليه السلام، وعلى الشعراء في عاشوراء أن يندبوا في رثاء الإمام الحسين عليه السلام، لعظم مصيبته ولما حل به وبأهل بيته وأصحابه عليهم السلام من ظلم وقتل وتعذيب، بكى الرسول صلى الله عليه وآله بنفسه عليه بأبي وأُمِّي، وكذلك أهل البيت عليهم السلام الذين هم عِدل القرآن ومثلهم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى، فقد حثوا عليهم السلام على البكاء على أبي الأحرار وعقد المجالس ونصب المآتم لأجله، وليس لأمور أخرى لها مواضع غير مجالس عاشوراء".