أضاف: "سنبقى نحمل معاني الحرية والعدل والعزة والحب والرحمة وكل القيم التي تعلمناها من رسولنا وأئمتنا الأطهار. لذلك، نحن معنيون في عاشوراء بأن نجدد العهد في الحفاظ على هذه القيم"، مشيرا إلى أن الحسين "انطلق في كل حركته ومسيرته من حبه لله وإخلاصه له، ورفضه أن يقبل بهذا الواقع الفاسد الذي تتحكم فيه مجموعة من الفاسدين والمنحرفين الذين يعملون لمصالحهم وشهواتهم على حساب الناس وقيم مجتمعهم. وانطلاقا من هذا الحب لله، لم يقبل الحسين أن يرى مظلوما أو متألما أو معذبا، من دون أن يقف معه، ولم يقبل حكم طاغية مثل يزيد، عطل القوانين، ونشر الفساد، وزور الحقائق، من أجل أن يتحكم بالمجتمع".
وتابع فضل الله: "الإمام الحسين لم ينطلق في ثورته من أجل شيعته ومحبيه، بل من أجل الناس جميعا. لذلك، لا يمكن أن تكون إنسانا وتنتمي إلى الله ولا تفكر إلا في مصالحك الذاتية والآنية، بل عليك أن تعيش هذا الأفق الإنساني الواسع، بعيدا عن الحقد على الآخرين، حتى لو كنا نختلف معهم بالرأي أو المذهب أو السياسة، فالاختلاف لا يمنحنا الحق في أن نحقد عليهم، بل المطلوب منا أن نفتش عن المساحة المشتركة ونقاط اللقاء".
وتساءل: "ما جدوى سباب الآخر وشتمه؟ هل يغير من موقف من نختلف معه أم أنه يرفع جدارا من الكراهية والتعصب، ويزيد من تعقيد الأمور وتفاقمها؟".
وقال: "للأسف، نحن نعيش في مجتمع من الأحقاد معرض للاهتزاز في أي وقت، وعند أي مشكلة أو حادث أو خلاف في وجهات النظر. لذلك، ندعو الجميع إلى العمل على إزالة كل هذه التوترات والأحقاد من النفوس، والتسامي بها عبر التحلي بالإنصاف والعدالة والمحبة وتعزيز لغة الحوار والنقاش، حتى نستطيع أن نبني بلدا يقدم نموذجا في قدرة الأديان والمذاهب على التعايش والتواصل".
برقية من أمير الكويت
وكان السيد فضل الله تلقى برقية من وزير شؤون الديوان الأميري في الكويت علي جراح الصباح، نقل فيها شكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على تعزيته له بوفاة شقيقته الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح.
وفي تصريح له، شدد العلامة فضل الله على متانة العلاقات اللبنانية - الكويتية، داعيا إلى "تعزيز هذه العلاقات على المستويات كافة"، مشيرا إلى "وقوف الكويت دائما إلى جانب لبنان ومساعدته في كل الظروف الصعبة التي عصفت وتعصف به"، مؤكدا "رفض الإساءة إلى الكويت وإلى هذه العلاقات بأي طريقة من الطرق".