بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) – هود ١١٣
يصرُّ النّظام الظّالم على سلب حقوق الشَّعب وممثّليه الحقيقيين وإلغاء الغالبية السّياسية في البلد، ثم يظن أنَّه قادر على المضي في ديكتاتوريته مادام يحظى بالدعم الأمريكي والبريطاني، معتبرًا الشّعب بسنته وشيعته وبكلِّ وطني غيور عليه مجرد صفر على الشمال ولا قيمة له ولا تأثير.. وهذا النوع من الارتهان للأجنبي وغرور التسلّط قد أدّى عبر التّاريخ لزوال هذا النوع من الأنظمة الفاسدة وانتصار إرادة الشعوب الحرّة في نهاية المطاف، ولكن هذه السّلطة لا تقرأ ولا تعي حركة التاريخ وسننه.
إنَّ الانتخابات الصّورية المزيفة لم تعد تنطلي على أحد في هذا العالم، وإنَّ العقلية المتخلّفة المتحكّمة بالبلد لم ولن تأخذ الوطن إلّا إلى مزيد من التأزيم ولن تخرجه من أزماته أبدًا مالم تتغيّر. إنَّ المشاركة في هذه الانتخابات الظّالمة تعني الاشتراك في الظّلم والإضطهاد للشّعب المسلم.
إنَّنا ومن باب التّذكير فقط نحذر من وقوع مؤمن في ظلم إخوانه وأهله المضطّهدين بأيّ صورةٍ وبأيّ درجةٍ، وإلّا فثقتنا كبيرة بوعي الشّعب وبتوقّد ضميره الحي الذي يأبى أن يشترك في إطالة أمد المعاناة للمعتقلين والمضحين الذين يُراد القفز على معاناتهم وقضيتهم التي هي قضية كلّ الوطن المجروح، والذين قدموا أعظم التّضحيات لصون الدّين وحقوق كلّ مواطن ومقيم على تراب هذه الأرض الطّيبة.
إنّ الأعذار الواهية التي يتشبّث بها البعض لتبرير المشاركة لا تُقبل بأيّ وجه، ولا يستغفلنّ أحدٌ إلّا نفسه.
إنَّ الشّعب ماضٍ في حراكه، صابر على بلائه، ثابت على مطالبه، ولن يتراجع، ولن يتعب، ولن يستسلم، ولن يعطي يد الذّلة أبدًا.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
علماء البحرين
٣٠ محرم الحرام ١٤٤٠هـ