افاد مراسل وكالة رسا للانباء في النجف الاشرف ان الأستاذ في الحوزة العلمية سماحة الشيخ ميثم الفريجي مدير مركز الإمام الصادق (عليه السلام) للدراسات والبحوث في النجف الاشرف بين الوجه الشرعي لظاهرة إلتقاط الصور والسيلفيات في أضرحة المعصومين (عليهم السلام) والتحلي بآداب الزيارة والعبادة في المشاهد المشرفة.
واضاف مراسلنا في النجف الاشرف ان سماحة الشيخ ميثم الفريجي قال: بدأت إدارة العتبة العلوية المقدسة - مؤخرا - بالسماح بدخول أجهزة الهاتف النقال (الموبايل)، وقد وضعت لوحات إرشادية داخل الصحن والضريح كُتب عليها (التصوير ممنوع لطفاً)، فيسأل بعض المؤمنين، هل في ذلك المنع الزام شرعي تجاه المكلف في عملية استخدام الهاتف للتصوير؟
و هل من نصيحة تجاه ما نراه من انشغال بعض الزائرين بقضية التصوير وإهمال آداب الزيارة والعبادة.
وفي مقام الجواب نقول :
ممّا لاشك فيه أن لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) قدسية واحتراما بين جميع المسلمين، فضلا عن شيعتهم ومواليهم والمعترفين بإمامتهم وولایتهم، وهم (عليهم السلام) وصية نبيهم ورسولهم (صلى الله عليه وآله)، كما نطق القرآن الكريم بذلك: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) الشورة : 23، وكما جاء في حديث الثقلين المروي متواترا بين فرق المسلمين.
وتسري تلك القدسية والاحترام لأضرحتهم التي تشرفت بأجسادهم المباركة، وفي عقيدتنا أن الإمام المعصوم حيٌّ يشهد مقام الزائر، ويردَّ السلام عليه، كما ورد في الزيارة الشريفة: (اشهد انك تسمع كلامي وتشهد مقامي وترد سلامي).
ومن هنا: ينبغي التأدب في حضرة الإمام (عليه السلام)، وعدم إفتعال ما يسبب الهتك، أو الحط من تلك القدسية فضلا عن اللهو، وامور الدنيا، وقد كان السلف الصالح من العلماء والعرفاء يقف طويلا عند باب ضريح الإمام (عليه السلام) حتى يرقَّ قلبه، وتنزل دمعته عسى أن يحظى بلحظة قرب وقبول من الله تعالى بين يدي إمامه، فيسجل زائرا له وينال لطفه وبركاته وبذلك يتضح ما عليه بعض المؤمنين زادهم الله شرفا من الإنشغال التام في التصوير والسيلفيات متناسين مكانهم بين يدي إمامهم فضلا عمّا تعكسه هذه الظاهرة من انعكاسات مجتمعية سلبية، و كأن الفرد في مكان نزهة لالتقاط الصور ونحو ذلك وينبغي أن لا يحرك المؤمن الالزام الشرعي فحسب، وإنما يحافظ على مستوى الآداب والسنن والمستحبات، خاصة في أدبه وعلاقته بإمامه.
قال الشهيد (قدس) في مزاره: (وإذا أردت زيارته عليه السلام في يوم الغدير فاغتسل والبس وأطهر ثيابك، فإذا وصلت إلى المشهد المقدس ووقفت على باب القبة وعاينت الجدث استأذن للدخول وقل:
اللهم إني وقفت على باب بيت من بيوت نبيك صلى الله عليه وآله وقد منعت الناس الدخول إلى بيوته إلا باذن نبيك فقلت " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم " وإني أعتقد حرمة نبيك في غيبته كما أعتقدها في حضرته وأعلم أن رسولك وخلفاءك أحياء عندك يرزقون، يرون مكاني في وقتي هذا و يسمعون كلامي، وأنك حججت عن سمعي كلامهم، وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم فاني استأذنك يا رب أولا، واستأذن رسولك ثانيا، واستأذن خليفتك الامام المفترض علي طاعته في الدخول في ساعتي هذه، واستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المبارك المطيعة لك السامعة، السلام عليكم أيها الملائكة الموكلون بهذا المشهد المبارك ورحمة الله وبركاته، بإذن الله وإذن رسوله وإذن خلفائه وإذن هذا الامام وإذنكم صلوات الله عليكم أجمعين، ادخل هذا البيت متقربا إلى الله ورسوله محمد وآله الطاهرين، وكونوا ملائكة الله أعواني، وكونوا أنصاري حتى أدخل هذا البيت وأدعو الله بفنون الدعوات، وأعترف لله بالعبودية، ولهذا الامام وآبائه صلوات الله عليهم بالطاعة.
ثم ادخل مقدما رجلك اليمنى وامش حتى تقف على الضريح واستقبله... هكذا ينبغي أن يكون المؤمن الزائر بين يدي إمامه المعصوم عليه السلام.
نسأل الله التوفيق والثبات لجميع المؤمنين، وأن يوفقهم لزيارة أضرحة أئمتهم بسلام، وأمان؛ زيارة مقبولة وطاعة مباركة، وأن يشملونا بخالص دعواتهم، والسلام .