افاد مراسل وكالة رسا للانباء، ان العضو في جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية آية الله الشيخ محسن فقيهي لدى زيارته للمبنى الرئيسي لوكالة رسا، اشار الى مكانة الجماعة كموسسة من مؤسسات النظام، واردف قائلا: ان الامام الخميني الراحل وقائد الثورة الاسلامية اعتبرا لجماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية مكانة يمكنها كمؤسسة، الرقابة على الاجرائات التي تشهدها البلاد وعلى ما تقوم به الحكومة من اجراء للقوانين وعلى كافة القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية الراهنة وبمعنى آخر انها تقوم برصد سلوك جميع الوزراء ومؤسسات الحاكمة في البلاد لتقديم النصيحة والارشاد اذا ما حدث عمل يتعارض والشريعة الاسلامية.
وصرح آية الله محسن فقيهي بان جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية تقوم بنشاطات وفقا لمصالح نظام الجمهورية الاسلامية فان اعلاها درجة هو حفظ النظام والعمل بايعازات قائد الثورة الاسلامية. فالجماعة تحاول بالضبط ان تأتمر بامرة القائد وتمنع من كل اجراء يتعارض ومنوياته. فاذا كان هناك نصائح وتوجيهات من قبل الجماعة، تقوم بتقديمها سرا كما كثير من انشطتها تتسم بالطابع السرية لان المصلحة احيانا تقتضي ان تكون تلك الانشطة غيرعلنية بعيدة عن الانظار. فهذا لا يعني ان الجماعة عاطلة عن النشاط.
واضاف سماحته بان مصلحة الاسلام والمسلمين والانقياد لقائد الثورة الاسلامية مما يعتبر لجماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية، خط احمر تعمل على وفقه من دون ان تكون في كثير من الاحيان بصدد الكشف عن مجريات امورها كما انها من حيث درجة الاهمية تعتبر ثالث ثلاثة في مؤسسات النظام فهي في رأس القمة لايتقدم عليها سوى منصب قائد الثورة والمرجعيات الدينية.
وتابع آية الله فقيهي: ان الجماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية تنشط منذ خمسين عاما قامت بخطوات ايجابية مؤثرة تجاه الثورة الاسلامية والحوزات العليمة كما انها منذ ذلك الوقت الي يومنا هذا تسير في خط الثورة وتدعمها فلا يجوز اضعافها كمؤسسة تبلغ درجة عالية من الاهمية مقارنة بباقي مؤسسات النظام.
وصرح سماحته بانه لطالما نوه الامام الخميني الراحل وقائد الثورة الاسلامية الى ما تحوز جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية من مكانة رفيعة والى ضرورة تعزيزها فلذلك على الحوزة العلمية وعلماء الدين ان تعاطي ايجابيا مع الجماعة وتدعمها في زخم الحركة الاسلامية والثورية في البلاد حتى تحقيق كافة الاهداف المنظورة.
وشدّد آية الله فقيهي على ان جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية ليس لها هدف سوى تنفيذ الاسلام الثوري فمن اصبح في زمرة العلماء والمجتهدين، فلا بد من ان يتبع آل البيت عليهم السلام في سلوكه فان اتباعهم يساوي تنفيذ الاسلام الثوري لان الاسلام السياسي الى جانب وجود ثورة اسلامية، كفيل بصيانة النظام الاسلامي والاسلام المحمدي الاصيل فانا على قناعة بانه يتوجب على الجميع ان يساهموا ايجابيا في تحقيق الاهداف الاسلامية والثورية فبمعني آخر ان على جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية ان تدعم قائد الثورة الاسلامية والمرجعيات الدينية ويقوم طلبة الحوزات العلمية والاساتذة وعلماء الدين بدعم الجماعة.
وفيما يتعلق ببعض الاجرائات لاضعاف جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية، لفت آية الله فقيهي الى انه لا بأس بتقديم وجهات النظر من قبل ابناء المجتمع لكن الشعب والحوزة العلمية وطلبتها يقدرون ان يميزوا الانتقادات البنائة من غيرها فانهم على وعي بما اذا كان هناك انتقادات مثيرة للفتن كما انهم يميزون الصالحين من المنتقدين عن طالهم. فانه توجد شخصيات معينة تضررت لاسباب وفشلت في تحقيق تطلعاتها بما تشتهي خلال الثورة فلذلك تقوم بمخالفات الا ان الحرية تكتب لكل من يريد ان يقدم وجهة نظره كما يكتب النجاح ايضا للانتقادات البنائة فان جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية تستقبل وجهات النظر ودراستها من دون ان تمنع اصحابها عن تقديمها.
واضاف سماحته بان جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية تعاطي مع الجميع بايجابية ومحبة كما ان اعضائها تعمل على اصلاح الحوزات العلمية وتعزيزها فان ذلك تعزيز للنظام والقيادة وفي نهاية المطاف ينتهي الى تعزيز للاسلام. فالجماعة تنشط في هذا الاطار كما انها كمؤسسة حوزوية عليا تسعى لصيانة المرجعية الدينية واقتدارها ومنزلتها كمنصب رفيع فان المرجعية تحظي بدرجة عالية من الاهمية يتوجب حفظ مكانتها.
واشار العضو في جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية الى سيرة القدامى من علماء الدين في الاحتفاظ بالمرجعية الدينية، وتابع: عند ما عرض على الشيخ الانصاري التصدي للمرجعية الدينية، ارشد الناس منوها الى ان سعيد العلماء في مازندران اعلم مني فاتبعوه كمرجعية دينية فعندما راجع الناس الى سعيد العلماء ارشدهم الى اتباعهم للشيخ الانصاري لانه الاعلم مستدلا بانه عند ما كان يباحث الشيخ في العلم كان اعلم منه ولكن بعد ما قصد مازندران و ابتعد عن الحوزة العلمية، اصبح اعلم منه.
واضاف آية الله فقيهي بان كبار علماء الشيعة كانوا ومازالوا يرفضون تصدي المرجعية لخطورة مسؤوليتها فعلى سبيل المثال ان الجميع كانوا يذهبون الى ان المرحوم آية الله العظمى الاراكي عالم ومتقي لكنه طيلة حياته لم يقم باصدار رسالة عملية وكان يرفض تصدي المرجعية الدينية في عصره. كما ان الامام الخميني الراحل ايضا كان يرفض اصدار رسالة عملية في حين ان كثير من المرجعيات الدينية قاموا باصدار رسالاتهم العملية. فمثلا ان قائد الثورة الاسلامية كان يرفض القيادة الا بعد ما فرضوها عليه كمسؤولية خطيرة في حين ان مجلس الخيراء القيادة صادق باغلبية ساحقة على تصديه للقيادة واصر عليه اعضاء المجلس كرارا ومرارا على قبول ذلك لكن سماحته كان مستعصيا امام تلك المطالبات حتى قبل وباكراه قيادة الثورة.
وتابع سماحته: على الانسان ان يمضي على سيرة علماء الدين فانهم سواء في القرون الماضية او في عصرنا هذا كانوا يرفضون بشدة التصدي للمرجعية الدينية فعلى سبيل المثال ان آية الله العظمى وحيد الخراساني اصروا عليه كرارا ومرارا ان يصدر رسالة عملية الا ان لم يقبل في حين ان سماحته من كبار الاساتذة في الحوزة العلمية وكان يرفض ذلك حتى وفاة آية الله العظمى كلبايكاني وآية الله العظمى الاراكي ولفترة طويلة. ومثال آخر آية الله العظمى سبحاني فانا كنا قد زرناه يوما فقلنا له ان آثاركم العلمية وماقمتم به من تأليفات يساوي آثار باقي المرجعيات الدينية ان لم يزد عليها كما ان سماحتكم في منزلة علمية رفيعة فلماذا لحد الآن لم تقوموا باصدار رسالة عملية؟ فاجاب: اني حاليا اواصل عملى بالتأليف والدراسة والنشاطات العلمية ولم ارغب بالتصدي للمرجعية الدينية فان علماء الدين كانوا يرفضون تصديها دائما الا اذا اقتضى لذلك التكليف الشرعي لكن قلما يواجهون مثل هذه الظروف.
وصرح العضو في جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية بان آية الله العظمى البروجردي كان يقوم بعد وفاة السيد ابوالحسن الاصفهاني بتبيين فتاوى هذا المرجع الديني للناس من دون ان تهمه المرجعية الدينية کمنصب دیني والمديح الآتي من القابها في حين ان ابوالحسن الاصفهاني كان يحيل اليه احتياطاته في الفتاواي الدينية وكان يوصي الشيعة به كخلف من بعده وذلك بالرغم من تواجد الكثير من علماء الدين في تلك الفترة.
واضاف سماحته: ان علماء الدين كانوا يقولون لآية الله البروجردي بان شأنكم يجل عن تبيين الفتاوى الدينية لانكم تساوون علميا السيد ابوالحسن الاصفهاني المرجع الديني الا ان سماحته كان يرفض ذلك منوها الى ان ابوالحسن الاصفهاني كان يحمل علم الشريعة بامتياز فلا يجوز لى ان اصدر رسالة عملية غير ان اقوم فعلا بتبيين فتاواه.
وصرح آية الله فقيهي بان هذا ما سار عليه العلماء الاقدمين فيتوجب علينا ان نمضي على سيرتهم بقوة كما ان جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية تسير بهذا الاتجاه فعلينا ان نعمل على تعزيز التقوى كحالة نفسية روحانية. فلاينبغي لاحد ان يشعر بتكليف شرعي لاستمرار زخم الحركة الدينية فيقوم باصدار رسالة عملية في حين ان الامة الاسلامية تتفيّئ بظل قائد الثورة الاسلامية والمرجعيات الدينية لان ذلك يتعارض وسيرة الاقدمين من علماء الدين كما ان جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية تنوه دائما الى المضي على سيرتهم.
واشار سماحته الى محاولات من بعض علماء الدين لتقديم انفسهم كمرجعية دينية، واردف قائلا: من يعارض سيرة الصالحين من العلماء الاقدمين فيما يتعلق بالتصدي للمرجعية الدينية ويقوم بتقديم نفسه كمرجع ديني، ففي الحقيقة قام بنقض سيرتهم المؤيدة في اوساط المجتمع الديني فما عليه الا ان يستسلم لتداعيات هذه القضية وما يتبعها من مناوشات احتمالية.
واضاف العضو في جماعة العلماء ومدرسي الحوزة العلمية بانه يمكن ان يكون هناك بعض علماء الدين يذهبوا الى انهم يقدموا آرائهم لاغير فان ذلك امر مقبول شريطة ان لا يتجاوز ما نصت عليه سيرة علماء الدين لان نقض القانون مما لا يتسامح على فعله. نعم! ان الحوزة العلمية تقوم بتطبيق حريات في مجال تقديم وجهات النظر كما لا يمكن لاحد ان ينفي ذلك ايضا لكن يتوجب ان تكون تلك الحريات في اطار قوانين تنطبق على تقديم وجهات النظر واصحابها حذرا من ان تعارض سيرة الصالحين من العلماء الاقدمين.