30 January 2015 - 23:35
رمز الخبر: 9030
پ
السید علی فضل الله:
رسا- حیّا السید فضل الله أبطال المقاومة الإسلامیّة على هذا الإنجاز البطولیّ، الّذی ساهم فی تعزیز روح العزة والکرامة فی قلوب اللبنانیین، ورسّخ حقیقة أنَّ قوّة لبنان فی قوّته، لا فی ضعفه.
سماحة السيد فضل الله

 

أکّد العلامة السید علی فضل الله أنّ ردّ المقاومة الإسلامیّة على جریمة القنیطرة جاء سریعاً، بعملیّة نوعیّة جریئة، بعثت من خلالها رسالة إلى العدوّ الصّهیونیّ بأنّ أیّ اعتداء یقوم به، لن یکون سهلاً، وأنَّه قد یرسم شیئاً، ویخطّط له، وقد یُقدم على مغامرات، ولکنَّ النّتائج ستکون لحساب المقاومة، وأنَّ انشغالها بمواقع أخرى، کما کان یراهن العدوّ، لا یعنی غفلتها عنه، وجهوزیّتها التامّة فی مواجهته.

وفی خطبة الجمعة التی ألقاها من على منبر مسجد الإمامین الحسنین فی حارة حریک، أشار السید فضل الله إلى أنّ المقاومة أعادت فی عملیّة مزارع شبعا التّوازن إلى ساحة المواجهة مع العدو، وأجهضت محاولته کسر هذا التوازن، وتعدیل قواعد الاشتباک، وثبّتت المعادلة الَّتی تؤکّد أنّ أیّ اعتداء تتعرَّض له، سیلاقی الردّ.

 

ولفت إلى أنّ أهمیّة هذه العملیّة أنها حصلت فی الموقع الّذی أرادته المقاومة، ولیس فی الموقع الذی کان یریده العدوّ أو یحتسبه، وأنّها استطاعت النّیل منه خلال جهوزیّته لا خلال استرخائه، ما أکّد الشّجاعة الاستثنائیة لأبطال المقاومة. ولاحظ کذلک أنّها لم تتمّ بعفویّة، أو عشوائیّة، أو بتسرّع اقتضته الحاجة إلى ردٍّ لإعادة الاعتبار، بل أتت بناءً على تخطیط دقیق متقن ومدروس، حمل أعلى درجات الحکمة، وراعت فیه مصالح شعبها، عندما اختارت الزّمان والمکان المناسبین، اللّذین یکبّلان العدوّ، ویمنعانه من امتلاک حریّة الحرکة فی الردّ.

 

ورأى السید فضل الله أنه من غیر الإنصاف أن تنطلق أصوات تتحدّث عن أنَّ ما تقوم به المقاومة یورّط لبنان مجدّداً فی حرب غیر متکافئة، کما تقول، وأن تعید هذه الأصوات التّذکیر بما جرى العام 2006، حین لحق الدّمار بلبنان واللبنانیین، "وکأنَّ المقاومة هی الَّتی اعتدت، وهی الّتی تحتلّ الأرض، وهی الَّتی تقاتل وتقتل خارج ساحة المعرکة، وکأنَّ المطلوب منها أن تبقى مکتوفة الیدین أمام ما تتعرَّض له".

 

وقال: "لقد نسی هؤلاء أنَّ (إسرائیل) هی الَّتی بدأت هذا العدوان، عندما أقدمت على اغتیال ثلّة من المجاهدین، ولم تکن هذه العملیّة إلا رداً طبیعیاً على ما قام به هذا العدوّ، الّذی لم تتوقّف طائراته عن اختراق سیادة لبنان، فضلاً عن مجازره فی الماضی القریب والبعید، واللائحة تطول وتطول". وأضاف: "لقد کنّا نأمل من کلّ هذه الأصوات، أن تشعر باعتزاز بوجود شباب لبنانیّ یعترف العدوّ بقدرته، ویقدّم التّضحیات من أجل وطنه وأمته، وهو على استعداد للمواجهة إلى النّهایة بقدرة وحکمة، حتى لا یُستباح هذا الوطن أمام العدو الّذی لا یبالی بأعراف ولا بمواثیق دولیّة".

 

وفیما حیّا السید فضل الله أبطال المقاومة الإسلامیّة على هذا الإنجاز البطولیّ، الّذی ساهم فی تعزیز روح العزة والکرامة فی قلوب اللبنانیین، ورسّخ حقیقة أنَّ قوّة لبنان فی قوّته، لا فی ضعفه، دعا جمیع اللبنانیین فی هذا البلد إلى أن یعوا حقیقة هذا العدو الّذی لا یفهم إلا لغة القوّة، ولن یرتدع عن عدوانه، "ولن یعید الأرض المحتلّة لنا، إلا التلاحم بین سواعد الجیش اللبنانیّ والمقاومة، وصبر الشّعب وصموده".

من جهة ثانیة، اعتبر السید فضل الله أنّ الجیش اللبنانی یؤکد یومًا بعد یوم قدرته وجهوزیّته واستعداده لبذل أغلى التضحیات من ضباطه وجنوده، رغم عدم توفّر الإمکانات الّتی یحتاجها. وإذ بارک للجیش وقفته وتضحیاته، دعا لتأمین متطلّبات الدّفاع والمواجهة له، واستعجال تقدیم الهبات التی وُعد بها، فلا یُعقل أن یقف الجیش فی خطّ المواجهة، ویتصدّى للإرهاب بإمکانات متواضعة، لا تلبّی احتیاجات المعرکة.

 

وأشار إلى أنَّ الجیش اللبنانی لا تعوزه الإرادة والصَّلابة والاستعداد للتّضحیة، بل تنقصه الإمکانات والأسلحة الحدیثة، وقال: "لا بدَّ لنا أمام کلّ هذه التحدیات، من العمل لتثبیت الأرض فی الدّاخل، والإسراع فی معالجة کلّ الملفّات العالقة السیاسیّة والأمنیّة والاقتصادیّة والمعیشیّة، وأزمة الفساد المستشری داخل أجهزة الدولة وخارجها، وبثّ الحرارة فی الحوار الجاری، أو الّذی ینبغی أن یجری، فلا یمکن مواجهة التحدّیات بالانقسام الداخلیّ والضعف".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.