18 February 2015 - 20:18
رمز الخبر: 9247
پ
رسا ـ اکد رئیس المجلس الاعلى الاسلامی العراقی السید عمار الحکیم ان وصایا وتوجیهات المرجعیة الدینیة للمجاهدین فی ساحات القتال ضد عصابات داعش الارهابیة هی وثیقة تاریخیة ، ووصف جریمة اغتیال الشیخ قاسم سویدان الجنابی بالعمل الشائن والمدان والمکشوف الغایات.
السيد عمار الحکيم

 

قال السید عمار الحکیم فی الملتقى الثقافی الاسبوعی الیوم الاربعاء " لقد اصدرت المرجعیة الدینیة العلیا الاسبوع المنصرم بیانا تحت عنوان "نصائح وتوجیهات للمقاتلین فی ساحات الجهاد" ، وهذا البیان یحتاج منا وقفة متأنیة فی شکله ومضمونه ، حیث ان لدى المرجعیة العلیا وسائلها وقنواتها المعروفة التی من خلالها تقدم کل ماهو مفید وموجه ومقوم للمجتمع والأمة ، ولکن ان تقوم بإصدار بیان مفصل ومطول بهذا الشکل فهو یعد وثیقة تاریخیة أکثر مما هو بیان ارشادی وتوجیهی ، ومن نعم الله علینا ان وهبنا هذه المرجعیة الرشیدة التی کانت ومازالت وستبقى بوصلة المؤمنین وصمام الامان للوطن والمواطن للحاضر وتوثق للمستقبل کی تحفظ للتاریخ المواقف واضحة من دون تشویه او تحریف ".

 

واضاف سماحته ان " المرجعیة التی دعت الى الجهاد وحمایة العقیدة والامة والوطن هی أیضا من تحمی الجهاد والمجاهدین من أی تدلیس او تشویه او انحراف ، وفی هذه الظروف المقلقة والمتداخلة جاء البیان التاریخی للمرجعیة لیمیز بین جهاد مزعوم منحرف وضال واخر مقدس یخضع بصرامة لضوابط الدین المحمدی الأصیل ، فالإرهاب الاعمى الیوم یغتصب النساء ویسبی الحرائر ویستبیح الدماء بعنوان الجهاد ویرتکب أبشع الآثام تحت غطاء ومسمى الخلافة الإسلامیة ، فجاء بیان المرجعیة العلیا کی یبین للامة وللعالم اجمع معاییر الجهاد المقدس الذی نتحدث عنه نحن وما یمیزه عن الجهاد المزعوم للقوى الإرهابیة کی لا تختلط المسمیات فی زحمة الاحداث ، ویبدأ البیان بمخاطبة المقاتلین فی جبهات القتال مع المعتدین ، فجهادهم المزعوم اعتداء وجهادنا المقدس دفاع ، وهذه هی المفصلیة الأساسیة بین جهادنا وجهاد الإرهاب".

 

وتابع"وبعدها یستمر البیان وعلى امتداد 20 فقرة من التوضیح والشرح والتحدید ما یرتقی الى اعتباره وثیقة دولیة إنسانیة فی تحدید وضبط الیات العمل العسکری وحمایة المدنیین فی ساحات القتال ومنهجاً اسلامیاً اصیلاً فی تحدید الاطار الشرعی للجهاد استناداً الى النصوص الدینیة فی التعامل مع مختلف الحالات التی یتعرض لها المقاتلون فی الجبهات سواء کانت حالات أخلاقیة او ظروف نفسیة واجتماعیة وعسکریة ، ونرى فی البیان انه ابتدأ بالترکیز على الجانب المعنوی من الالتزام بالصلوات فی اوقاتها والاکثار من ذکر الله تعالى وتلاوة القرآن الکریم بقوله {ولا یفوتنکم الاهتمام بصلواتکم المفروضة ".

 

واوضح "رکز البیان علی الصلاة و کثرة ذکر الله سبحانه وتلاوة کتابه  و اهمیة التحلی بالاخلاق الاسلامیة الحمیدة و العمل بخُلق النبی واهل بیته مع الاخرین فی الحرب والسلم جمیعاً و التمسک بمکارم الاخلاق ویتمسکوا بمکارم الاخلاق ، کما سلط الضوء على فقرة تحدد الجهاد بآدابه وحدوده سواء کان مع المسلمین او مع غیرهم. هذه هی اخلاق الإسلام الأصیل وهذا هو جهادهم اما جهاد الإرهاب والانحراف والفکر المسموم فهو جهاد یتلذذ بحرق الاسرى وهم احیاء واغتصاب النساء وتسمیم الأنهر وجلد الأطفال وقتلهم ".

 

وتابع السید عمار الحکیم " ویؤکد البیان على حرمة قتل النفس البشریة او التعرض للاموال والممتلکات بغیر ما أحلّ الله تعالى وبهذا تؤکد المرجعیة العلیا ان عدوکم هو من یحمل السلاح من الإرهابیین ویروم قتلکم ، ویؤشر البیان الى بعض التفاصیل العملیة التی قد تلتبس فیها الامور، هذا هو جهادنا وهذا هو دیننا وهذه هی عقیدتنا وعلى العالم الذی یدعی التحضر ان یمیز جیدا بین جهاد الانحراف الإرهابی وجهاد الاسلام المحمدی ، وبین جهاد الطلقاء وجهاد الاصلاء ".

 

و استمر قائلا " ویستمر البیان فی توثیق الحدود الشرعیة لجهادنا ضد الهجمة الإرهابیة المنحرفة، این هذا الفکر الانسانی الاسلامی الراقی من فکر التکفیر المنحرف ، .. ان جوهر المشکلة لیس فی القاعدة او داعش او بوکو حرام او التسمیات الاخرى التی یطلقونها هنا او هناک ، وانما هو فی الفکر المنحرف والتکفیری المتشدد الذی یخلق البیئة الملوثة التی تساعد على نمو الإرهاب باسم الدین والعقیدة ".

 

واشار سماحته الى ان " البیان یستمر فی اشاعة روح التسامح و ان الجرائم الوحشیة والظلم الکبیر الذی ارتکبه الارهاب الداعشی لا یُواجه باعتداء مقابل وظلم فی معاملة الناس والمناطق التی یتواجد فیها الداعشیون ، وهکذا الاشارات المهمة فی سائر فقراته ، ان هذا البیان لا یخص المقاتلین وحدهم ، وانما یعنینا جمیعا ، وعلى کل مسلم وعراقی ان یطلع علیه ویتعمق فیه ویعمل به فهو وثیقتنا امام التاریخ فی لحظة تاریخیة مضطربة توقدت فیها الفتنة ، ومن المهم ان یترجم هذا البیان الى کل اللغات الحیة کی یعرف العالم اننا فی زمن القتل على الهویة نلتزم بتعالیم رسولنا الکریم محمد {ص} ، وان اتباع اهل البیت لا یقاتلون انتقاما او تشفیاً ولا یحرقون اسراهم ولا یقتلون الناس على الهویة کما یصنع ادعیاء الجهاد الداعشی فی سبایکر وبادوش ومواقع کثیرة اخرى ".

 

اننا ننتفض لاغتیال الشیعی و السنی علی السواء

 

وفی محور اخر قال رئیس المجلس الاعلى الاسلامی العراقی السید عمار الحکیم " لقد حدث فی الاسبوع المنصرم اختراق أمنی کبیر تمثل باغتیال الشیخ قاسم الجنابی وابن أخیه وحمایته ومرافقیه ، وهو عمل شائن ومدان ومکشوف الغایات ، حیث یرمی الى تعمیق الفتنة الطائفیة ونشرها على اکبر مساحة ممکنة من الوطن ، واننا اذ نستنکر هذه الجریمة النکراء بأشد العبارات ونحمل الجهات الأمنیة المعنیة مسؤولیة الکشف عن الجناة بأسرع وقت .. فأننا ندعو جمیع الاخوة الشرکاء الى عدم التسرع فی اطلاق الاتهامات وتوجیه أصابع الاتهام نحو مکون محدد من مکونات الشعب ، وقد کان معیباً للغایة ما انتشر فی بعض المقاطع الصوتیة من کلمات طائفیة غیر مسؤولة تفوه بها البعض".

 

و اضاف "اننا ننتفض لاغتیال الشیعی والسنی على السواء لأننا نؤمن ان الشعب مستهدف بکافة مکوناته بسنته وشیعته وعربه وکرده وترکمانه وشبکه , بمسیحییه وصابئته وایزدیته ، والغایة من اغتیال الشیخ قاسم الجنابی هی ان تکون سبباً لتبادل الاتهامات وأثارة النعرات الطائفیة ، وعلیه اوصی الجمیع ان لا یشارکوا القتلة فی جریمتهم ویساعدوهم على تحقیق مآربهم بقصد او بدون قصد ، ویجب ان نضرب بید من حدید على ید کل من تسول له نفسه التلاعب بدماء العراقیین ومستقبلهم ووحدتهم ، کما أوجه ندائی الى الاخوة فی الأجهزة الأمنیة فالظروف الحرجة التی یمر بها الوطن تحتم علیهم ان یکون الحذر اکثر".

 جریمة ذبح الاقباط المصرییین بید داعش فی لیبیا

وبشان ذبح المواطنین المصریین من قبل عصابات داعش فی لیبیا فقد قال السید عمار الحکیم ان "هو تطور متوقع من قبلنا على الرغم من انه قد فاجئ البعض فقد کنا نبهنا اکثر من مرة ومن هذا المنبر على ان الإرهاب لیس حالة خاصة فی الجغرافیا العراقیة ، وانما هو غدة سرطانیة خبیثة لا توجد أی ضوابط لمنع انتشارها ، وقلنا .. انه لا یمکن لأی دولة إقلیمیة ان تنئى بنفسها عنه وانما هی مسالة وقت ، والان اعید وأؤکد على ان کل الدول العربیة والإسلامیة معرضة وبقوة للدخول الى نادی الفوضى ، وان الإرهاب لم یعد حالة محددة بتنظیم او مساحة معینة او مهتماً بقضیة محددة ، انما بات ثقافة وهی سریعة الانتشار ، خصوصا ان منافذ الفکر المنحرف مازالت مفتوحة وهی تغذی الإرهاب بالتبریرات والفتاوى المنحرفة التی تمنحه الغطاءات الشرعیة والدینیة التی یحتاجها ، ولا یمکن الانتصار على الإرهاب بالوسائل العسکریة والأمنیة فحسب".

 

و استمر بالقول  "انما یجب ان تتم مواجهته فکریا وثقافیا وجماهیریاً ، ویجب ان تکون المعرکة مع الإرهاب شاملة ومتعددة الجبهات ، لقد ظن البعض ان داعش جاءت کی تقتل الشیعة وحدهم بناء على ادبیاتها وشعاراتها ، ولکن تبین الیوم انها باتت تقتل الشیعة والسنة ، وأعلنها الیوم ومن هذا المنبر ان داعش ستقتل من اهلنا السنة اضعاف ما ستقتل من الشیعة او الأدیان الأخرى ، وأنها ستتحول الى السرطان الخبیث الذی یعیث الفساد فی أکثر من دولة عربیة وإقلیمیة ، ولذلک علینا ان نوحد جهودنا فی مواجهة الإرهاب من الموصل الى بنغازی ، فداعش هی وصمة عار على جبین الامة التی سمحت لأصحاب الفکر المنحرف فیها بإصدار أفکارهم المسمومة لینتج عنها داعش واخواتها ".

 

الاسرة المسلمة قتلت فی امریکا لانها مسلمة 

 

و استطرد سماحته " وردتنا انباء عن قتل اسرة مسلمة فی الولایات المتحدة ، وان دوافع القتل کانت عنصریة أی قتلوا لانهم مسلمین ، وحقیقة ان ردة الفعل العالمیة کانت بائسة ومعیبة ، فلم نر أصوات الاستنکار تعلو ولا مسیرات عالمیة تحشد ، ولو کان القاتل مسلماً والاسرة من دیانة اخرى تصوروا ماذا ستکون ردة الفعل ، حتى ان الرئیس الأمریکی تأخر عدة أیام کی یصدر استنکاراً على اغتیال اسرة کاملة من مواطنی الولایات المتحدة ، فهل هناک عنوان أوضح لمفهوم ازدواجیة المعاییر ؟ ، وهل هناک عنوان أوضح لمفهوم الارتباک العالمی فی تعریف الإرهاب والسلوک العالمی ؟ ، .. القاتل ان کان اسوداً فهو سارق وان کان مسلماً فهو ارهابی وان کان من دیانة اخرى فهو دفاع عن النفس".

 

و قال فی ختام کلامه "ان الإرهاب واحد لأنه دائما ینشا من فکر منحرف سواء کان حامل هذا الفکر مسلم او مسیحی او یهودی ، والفکر المنحرف ینتج إرهاباً وارهابیین ، فلماذا هذه الازدواجیة فی المعاییر ، ولماذا هذا السلوک الدولی المعیب والمحیط فی نفس الوقت ، .. اسرة مسالمة تقتل لا لشیء الا لأنها مسلمة على ید شخص إرهابی متطرف باسم المسیحیة والدفاع عن السید المسیح لیستبیح دماء الأبریاء ، وهل نجد من یتهم المسیحیة بالارهاب کما یتهم الاسلام من البعض ؟ ، ان ازدواجیة المعاییر والتعامل الانتقائی مع القیم هو جزء من الفکر المنحرف وهو جزء من العوامل المساعدة على نمو الإرهاب " .

الكلمات الرئيسة: امریکا داعش السید عمار الحکیم
ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.