03 April 2015 - 18:20
رمز الخبر: 9613
پ
ایة الله النابلسی:
رسا -صرح ایة الله الشیخ عفیف النابلسی ان "ما یثیر الاستغراب أنّ العدوان على الیمن یلقى تجاوباً سیاسیاً من دول عربیة لم نشعر بقوتها وحمیتها وحماستها ضد "إسرائیل" یوماً، ویلقى دعماً شرعیاً من مفتین لم یتعبوا بعدٌ من نشر الفتن وتحریض الشعوب على بعضها البعض"
الشيخ النابلسي

 

اوضح العلامة الشیخ عفیف النابلسی أننا "لا نحبذ التشبیه والمقارنات ولکن الحرب على الیمنیین تستعدی منّا أن نقف ملیّاً وأن ننظر فی أحوال الحروب وقادتها فی هذه المنطقة ، حیث سنجد أنّ ما ینطبق على العدو الإسرائیلی من وحشیة وهمجیة وتطرف ینطبق على السعودیة بنحو تام. ومثلما کانت تلجأ إسرائیل إلى العدوان ها هی السعودیة تلجأ إلى العدوان کذلک. والسیاسیة نفسها التی مارستها إسرائیل فی ارتکاب المجازر ضد الفلسطینیین الأبریاء ، ها هی السعودیة تقوم بالأمر ذاته فترتکب المجازر ولکن ضد الیمنیین".

وراى العلامة النابلسی خلال خطبة الجمعة ان "ما یثیر الاستغراب أنّ العدوان على الیمن یلقى تجاوباً سیاسیاً من دول عربیة لم نشعر بقوتها وحمیتها وحماستها ضد "إسرائیل" یوماً، ویلقى دعماً شرعیاً من مفتین لم یتعبوا بعدٌ من نشر الفتن وتحریض الشعوب على بعضها البعض. ها هم ذُعروا من مطالبة الحوثیین بالحق ، فلجأوا إلى اتهام الحراک الشعبی بأنّه حراک إیرانی فارسی ، صفوی ، شیعی ، وأطلقوا الحملات الإعلامیة والدعائیة لاستنفار الناس وتحشیدها لمقاتلة الیمنیین الفقراء الذین عانوا من سیاسات السعودیة الظالمة والحقودة بحقهم سنوات طوال"، متسائلاً "بالله علیکم: لماذا تلجأ السعودیة إلى تخریب الیمن وتدمیر بنیته الإعماریة والحضاریة؟ لماذا ترید التقسیم فی الیمن وتهوّل بتدخل بری فی عدن!".

وأضاف: "لماذا تدّمر المطارات المدنیة وتحاصر الموانئ البحریة وتمنع أی مساعدات إنسانیة وإمدادت إغاثیة؟ لماذا تدعو السعودیة مشایخ السوء ومنهم إمام الحرم الملکی لاستشارة السعودیین مذهبیاً وغرائزیاً وإظهار الحرب بعنوانها الطائفی ، وکأنْ لا حقَّ للیمنیین أن یتحرروا من استبداد واستعباد المملکة المعروف منذ عشرات السنین؟ لماذا تقصف الطائرات السعودیة منازل المدنیین وأماکن العیش والاسترزاق؟".

وأشار النابلسی الى أن "الحوثیین بذلوا جهوداً جبارة لحل الأزمة بالطرق السلیمة وعن طریق الحوار ، ووافقوا على إجراء مفاوضات فی صنعاء أو أی عاصمة عربیة محایدة. وبذلوا أیضاً جهوداً کبیرة لقلب صفحة جدیدة فی تاریخ العلاقات الیمنیة ــ السعودیة مؤکدین رغبتهم بتسویة الخلافات والمشاکل القدیمة ، لکن السعودیة رفضت واتجهت مباشرة إلى الحرب" .

واستمر "لکن إلى أین یمکن أن تؤدی هذه الحرب ، وهذه المجازر ، وما هی النتائج التی یمکن أن تنتج فی حال استمرارها؟ على العرب إن بقی منهم عاقل أن یعلنوا رفض هذه الحرب المدمرة، ورفض التقسیم فی آن واحد ، وأن یدعو إلى مصالحة وطنیة من خلال حوار بناء بعیداً عن التلفیقات الطائفیة والاتهامات ضد ایران بأنها ترید السیطرة على الیمن".

واعتبر انه "على السعودیة أن تتراجع عن مغامرتها المجنونة وسعیها المتواصل لتفجیر الیمن ، وتتوقف عن سفک الدماء وإشعال المنطقة التی لا ینقصها المزید من الحروب والصراعات العبثیة ".

وفی شأن الاتفاق النووی بین إیران والقوى العالمیة الکبرى، فرأى إنه "یضع المنطقة والعالم أمام منعطف تاریخی. ومن اللافت للنظر أن ردات فعل إسرائیل وبعض الدول العربیة على الحدث العالمی کانت مصحوبة بالیأس والخیبة والمهانة. ذلک أن إیران لن تکون فقط دولة نوویة وإنما دولة محوریة، ولن یکون الاتفاق محدوداً بالاطار التقنی وإنما ستصحبه تداعیات سیاسیة على مستوى العالم والمنطقة. ما یعنی أننا أمام مسار جدید وأمام لحظة ستعکس هزیمة المشروع الأمیرکی الإسرائیلی، واضمحلال الکبریاء السعودی والغرور الترکی".

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.