اشار السید علی فضل الله الى ان "لبنان لا یزال أسیر المعاناة على مختلف المستویات، ولا سیما المعاناة الاقتصادیة والمعیشیة الحادة، والتی یزیدها تفاقماً الحصار البری على صادرات هذا البلد، من خلال إغلاق الحدود الأردنیّة"، لافتا الى "ضرورة إسراع الدولة فی القیام بدورها فی تأمین البدائل، ولا سیّما الخطّ البحریّ، ویُضاف إلى تلک المعاناة، ما یجری على الحدود الشرقیَّة، حیث الخوف المتزاید من اشتعال هذه الجبهة، وسعی الإرهابیین المستمرّ للتسلّل إلى السّاحة الداخلیّة، ناهیک بتواصل استفزازات العدو الصهیونی الجویة والبریة، ما بات یستدعی مزیداً من العمل على کلّ هذه المستویات، وبجدیّة کبیرة، لمواجهة کلّ هذه التحدیات، من خلال دعم القوى الأمنیَّة اللبنانیَّة، الَّتی نثمّن جهودها وتضحیاتها فی مواجهة الإرهاب، ومن خلال التّوافق الدّاخلیّ، لأنَّ الحلول یجب أن تنطلق من داخل البلد، ولیس من خارجه".
وخلال خطبتی صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامین الحسنین"ع" فی حارة حریک، رأى "اننا لا نزال نراهن على أنَّ الحوار فی لبنان هو لمصلحة کل اللبنانیین، ولا بدّ من حمایته من کل السّجالات التی اشتدّت مؤخراً، واستبدال الخطاب العقلانی الهادئ بها، والخروج من الحسابات الخاصة أو الإقلیمیة أو الدولیة، لحساب الوطن واستقراره"، معتبرا ان "على اللبنانیین أن لا یعتبروا أنفسهم بمنأى عما یجری من عواصف فی الخارج، فقد تصل تداعیات هذه العواصف إلى بلدهم، إن لم یُحسنوا التعامل معها".
فی سیاق اخر، اشار الى ان "ما یجری فی الیمن، حیث یستمر الصّراع الدّاخلیّ فی هذا البلد، وما یفاقمه هو التدخّل الخارجیّ العسکریّ الجاری فیه، والَّذی یؤدّی إلى وقوع المزید من الضّحایا، ویلحق الأضرار الکبیرة ببنیته التحتیَّة وجیشه، فضلاً عن عشرات الألوف من المشرَّدین"، مضیفا:"ونحن أمام هذا المشهد الدّامی الَّذی یضیف جرحاً جدیداً إلى کلّ الجراحات المفتوحة والنّازفة على امتداد العالم العربی والإسلامی، نضمّ صوتنا إلى کلّ الأصوات الداعیة إلى الإسراع فی إیقاف هذا النّزیف، الّذی إن استمر، فقد تتجاوز تداعیاته حدود الیمن، نظراً إلى طبیعة الصراع الجاری وحجم التدخلات فیه، وسیورث الأحقاد الدّفینة الّتی لن تنتهی آثارها عند حدود إنهاء الحرب، بل ستمتدّ بامتداد الزّمن، وستبقى مآسیها وآثارها حدیث الأبناء والأحفاد".
ولفت الى "إننا نرید للتدخّل العربیّ والإسلامیّ إن حصل، أن یکون ممراً لصناعة التسویات ولحل المشاکل وعلاجها، لا لزیادتها وتفاقمها، بحیث یتمثّل الجمیع الحدیث الشَّریف القائل: "مثل المؤمنین فی توادّهم وتراحمهم کمثل الجسد الواحد، إذا اشتکى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر".
ورأى إنَّ "علاج أزمة الیمن، کما کلّ الأزمات الداخلیَّة، لن یکون بتدمیر بنیة هذا البلد، أو بتقویة فریق على فریق آخر، بل بمعالجة المشکلات وتعزیز لغة الحوار".