اشار نائب رئیس المجلس الإسلامی الشیعی الأعلى الشیخ عبد الأمیر قبلان خلال خطبة الجمعة، الى ان "المشاهدات المؤلمة التی تعیشها الامة الاسلامیة من المحیط الى الخلیج من قتل وتشرید تجعلنا فی حیرة من امرنا، وکأن الاسلام لا یمت لنا بصلة ولا نلتزم بتعالیمه وقیمه ومفاهیمه ونحاربه من بیوتنا وانفسنا حتى بات غریبا عنا، لذلک نسأل این النجدة والدعوة الى الله بالحسنى واین الامرون بالمعروف والناهون عن المنکر واین اهل الورع والتقوى والصلاح والاصلاح واین اهل العفو والاحسان والغیرة على الدین، من هنا نناشد الامة الاسلامیة ان تتحرک لوأد الفتنة والمحافظة على دماء المسلمین واملاکهم وارواحهم وارضهم، اما یکفی الامة ما اصابها فی فلسطین من تشرید وقتل وتهجیر وابعاد عن الارض والمقدسات، و لماذا نوم المسلمین العمیق عما یجری من فتن وقتل وفوضى، فهم مطالبون ان یکونوا کتلة متراصة ومتعاونة على الخیر والصلاح، فیکونوا یدا واحدة وقلبا واحدا فی مواجهة عدو الدین والارض والمعتقدات وینتصروا لفلسطین وشعبها ویوقفوا نزیف الدم فی بلادنا العربیة والاسلامیة، فلماذا التهاوی والتغاضی والابتعاد عن قضایا الانسان وحرمته وکرامته ؟ وعلیهم ان یکونوا یدا واحدة کما امرهم الله فی کتابه المجید فیعتصموا بحبله ولا یتفرقوا، فالنبی محمد عندما قال: قولوا لا اله الا الله تفلحوا، فهذا یعنی ان یوحدوا الله ویتحدوا فیتمسکوا بالوحدة الایمانیة و التعاون والاخوة ویواجهوا اعداء الامة ومکرهم".
ودعا "قادة الامة وحکمائها ان ینهضوا لوأد الفتنة ووضع حد لما یجری من اخطار فی سوریا والعراق والیمن وفی کل مکان، وعلى المسلمین ان یتقوا ربهم ویکونوا یدا واحدة لاصلاح شأن الامة فیکونوا اهل اصلاح ورشاد ووعی عاملین بورع لما فیه عون لاهلهم واخوانهم فیکونوا مع الله لیکون الله معهم ، فالمطلوب من قادة المسلمین ان یتعاونوا ویتواصلوا ویتحدوا ویحفظوا بلادهم وشعوبهم، ونطالب جمیع المسلمین فی اقطار الارض ان یهبوا لحفظ دماء المسلمین فی کل ارض فیکونوا یدا واحدة ولا یفسحوا المجال للتکفیریین الذین اساؤا لدینهم وهتکوا حرمة الشعوب ولم یتقوا الله فی عباده وبلاده، فالجمیع مطالب بالتصدی لکل دعوة تسیء الى تعالیم الدین وعلیهم التبرؤ من کل عمل یهتک حرمة الانسان وحقوقه فیکونوا عونا لاهلهم واخوانهم ویبتعدوا عن الحقد والنمیمة والبغض والشر ولاسیما ان ما یجری على الارض لا یبشر بالخیر وعلینا ان نعود الى دیننا قبل خراب البصرة فبلادنا مهددة وشعوبنا معرضة والخطر یحیط بنا من کل حدب وصوب".
وطالب قبلان "الشعب اللبنانی ان یتضامن فی حفظ الوطن ومؤسساته والالتفاف حول جیش الوطن فی الدفاع عن سیادة واستقرار لبنان، وعلى المسؤولین ان ینصفوا ویتواصلوا ویتعظوا مما یجری حولهم فیرجعوا الى وطنیتهم واخلاقهم واحسابهم وتعالیم دینهم فیجتمعوا لانتخاب رئیس للجمهوریة یدیر شؤون البلد ویهتم بامر العباد ویحفظ مؤسسسات الوطن ویرعى شؤون المواطنین، فنحن نرید ان یکون اللبنانیون اهل خیر ومعرفة وصلاح واصلاح فیکونوا مع الله لیکون الله معهم ، وعلى السیاسیین ان یسهموا فی تفعیل عمل المؤسسات الدستوریة ولا یعرقلوا مسیرتها ، فیدعموا المجلس النیابی لتظل ابوابه مفتوحة على العمل التشریعی الذی یحقق مصلحة الوطن واهله فلا یجوز تعطیل العمل التشریعی فی لبنان، ولابد من الحفاظ على سیر عمل المؤسسات الدستوریة بما یکفل تحقیق المصلحة العامة للبلد، ونطالب المجلس النیابی باقرار سلسلة الرتب والرواتب فیتم انصاف اصحاب الحقوق من معلمین وموظفین وعسکریین، وعلى الدولة ان تکثف اهتماماتها بخدمة الناس والمحافظة على حیاتهم وکرامتهم وتوفیر العیش اللائق والکریم لهم".