أشار آیة الله هاشمی شاهرودی فی بدایة درسه للبحث الخارج، إلى الأوضاع الراهنة للعالم الإسلامی وقال: تمر الیوم أوضاع مؤلمة جدا على الدول الإسلامیة والمنطقة ولعل المسلمین لم یمروا فی تاریخ العالم الإسلامی بهذا القدر الواسع من العداء والمصائب والمکر والخدیعة ضدهم.
وقال آیة الله شاهرودی إن الاستکبار العالمی وخاصة أمیرکا تمکن بمساعدة الأنظمة العمیلة له فی المنطقة من إثارة فتنة کبرى فی العالم الإسلامی، مؤکداً أن: هذه المصائب التی نشاهدها فی الیمن حیث یدفن الأطفال تحت الأنقاض، إنما یرتکبها تحالف تم تشکیله من أجل دعم عمیل هارب؛ دعم لشخص لا شرعیة له، ولذلک قدم استقالته وهرب، والمصیبة الأعظم عدم اهتزاز أی ضمیر فی العالم.
ووصف آیة الله شاهرودی جرائم آل سعود فی الیمن خلال الأیام الماضیة بأنها لم یسبق لها مثیل، حتى فی غزة، فالصهاینة الذین هم ألد أعداء الإسلام، لم یرتکبوا هکذا جرائم، فی حین أن آل سعود وباسم الإسلام یمارسون هذه الجرائم الفظیعة ضد الشعب الیمنی، والأدهى أن الدول الأخرى لا تعتبر هذا العدوان والحرب تدخلا، بینما إذا تقوم الجمهوریة الإسلامیة فی إیران بالدفاع عن حقوق الإنسان.. أو بدعم انسانی .. أو ترسل الدواء.. عندئذ یعتبرونه تدخلاً فی شؤون الدول الأخرى.
ولفت آیة الله شاهرودی إلى بعض حالات التدخل السافر من قبل عملاء الاستکبار العالمی فی المنطقة، من قبیل تسلیح الجماعات الإرهابیة والمتطرفة وتدریبها وتمویلها، وإثارة الفتنة الطائفیة الکبرى والسعی لتقسیم الدول الإسلامیة، واعتبر أن اتهام إیران بالتدخل فی المنطقة لا لذنب إلا التعاون التجاری والإقلیمی مع الحکومات الرسمیة والشرعیة، بأنه یمثل محاولات محمومة من قبل الاستکبار من أجل الحیلولة دون اتساع أجواء الصحوة الإسلامیة وتأثیر الثورة الإسلامیة.
ورأى رئیس الأمانة العامة بمجلس خبراء القیادة أن: إنفاق الدول العمیلة فی المنطقة للموارد والثروات الطبیعیة لتحقیق أهداف الشیطان الأکبر وقتل المسلمین، إنما هو أسوأ اشکال الأستعمار، حیث حقق الشیطان الأکبر من خلال احتضان أنظمة فاسدة وسفاحة کآل سعود، على خدمات أکثر بکثیر من إسرائیل.
وأکد أن هذه الجماعات والتحالفات الإرهابیة المتطرفة إنما تعمل لصالح أمیرکا و"إسرائیل" من أجل تحریض الشعوب ضد بعضها بعضا، وأشار إلى الدعایات المحرفة من قبل نظام السلطة، وعدّ توجیه الاتهامات ضد إیران بأنه: جزء من هذه السیناریوهات القذرة حیث یسعى عملاء المنطقة وآل سعود من خلالها إلى التغطیة على جرائمهم الفظیعة.
ووصف آیة الله هاشمی شاهرودی بعض دول المنطقة بأنها أصبحت دمى یحرکها الکیان الإسرائیلی، واعتبر جرائم آل سعود بأنها قد تغیر أوضاع المنطقة.
وفند آیة الله شاهرودی الاتهام الموجه إلى إیران بأنها تحاول تشییع دول المنطقة، وقال إن خدمات إیران إلى أهل السنة کانت ومازالت واسعة وشاملة جدا، وأن هذه الاتهامات تأتی فی مواجهة السیاسات المبدئیة للثورة الإسلامیة فی إیران فی إنکار تولی الکفار، وأیضا لضمان أمن الکیان الإسرائیلی المشؤوم والتأثیر الأمیرکی فی المنطقة.
وأشار إلى أن فلسطین لم تکن دولة شیعیة، ومع ذلک فمنذ انطلاقة الثورة أوعز الإمام الخمینی (رض) أن هذا کیان غاصب ولابد أن ینهی الاحتلال، ولفت أیضاً إلى المصادیق التاریخیة لدعم العلماء الشیعة للحکومات السنیة فی مواجهة الکفار، وأن الصمود أمام جبهة الکفر والشرک أحد المبادئ السیاسی الأساسیة للشیعة على مر التاریخ.
وفی الختام أکد آیة الله شاهرودی ضرورة قیام علماء الدین والمفکرین الإسلامیین بالکشف عن الحقائق فی الظروف الراهنة، وشدد على اتحاد المسلمین وتلاحمهم فی مواجهة جبهة الکفر.