لفت الشیخ عفیف النابلسی الى أنه "سبق لکثیر من اللبنانیین أن أنکروا الجهد الذی بذله "حزب الله" من أجل طرد الاحتلال الإسرائیلی وإستعادة الأرض وإعادة الأمن والآمان والاستقرار إلى الجنوب ومعه معظم المناطق اللبنانیة. وسبق لهؤلاء أن استرخصوا دماء الشهداء وتضحیات المجاهدین التی لا تقدر بثمن"، مشددا على أنه "لولاهم لما کان فی لبنان کل ما نراه الیوم من مظاهر الدولة وامکانیة العیش والبقاء لمختلف المکونات الدینیة على اختلاف توجهاتها".
ورأى النابلسی خلال خطبة الجمعة أن "ما نجده الیوم وإن کان لا یُشبع طموح اللبنانی، ولا یلبی تطلعاته ولکنه أفضل بکثیر من غلواء الفوضى والحرب الأهلیة والتخلف واضمحلال کل أدوات النظام من مؤسسات وقوانین وغیرها. ولا یبوح هؤلاء الناکرون بأی فضل للمقاومة على بقاء الدولة واستمرارها واستقرار المجتمع وتطوره، بل على عکس من ذلک شهروا بوجه المقاومة سلاح الفتنة السیاسیة والاعلامیة والدینیة مع أنهم ینعمون بحریة التعبیر والتنقل والتکتل والتمتع برغد العیش بفعل تضحیات ودماء المقاومین"، معتبرا أنه "ینقص هؤلاء اللبنانیین الناکرین البصیرة فی التفکیر، والتواضع فی السلوک، والحکمة فی المواقف".
وأشار الى أنه "لم یکن مطلوباً من هؤلاء أن یمدحوا أو یشیدوا بإنجازات المقاومة أو یدفعوا بأولادهم أو أموالهم إلى میادین الوغى لکی یساهموا فی دفع الأذى عن الوطن وحمایته من الأخطار، لکن فلیخجلوا من أنفسهم بالتزام الصمت"، مضیفا: "إذا کانوا یتساءلون لماذا حمل شباب المقاومة السلاح فی وجه العدو الإسرائیلی وفی وجه العدو التکفیری، فهو من أجل بقاء لبنان وسیادة لبنان وکرامة لبنان وعزة لبنان. من أجل أن یستمر العیش المشترک اللبنانیین. من أجل أن یبقى المسجد إلى جانب الکنیسة. من أجل ذلک کان شباب المقاومة على ثغور الجنوب وها هم الیوم على ثغور البقاع".