أشار السید العوامی فی خطاب الجمعة إلى أن الفکر التکفیری حتى بعد التفجیرات الأخیرة ظل کما هو ولم یتغیر، ولم یعترف لحد الآن بمسؤولیته عن تغذیة الإرهاب.
واستهجن سماحته تصریحات بعض الدعاة زعموا مؤخراً أن تناولهم للمذهب الشیعی لا یصنف تحت عنوان التحریض، وإنما یندرج تحت مسؤولیتهم الشرعیة، مبیناً أن هذه مغالطة کبیرة وتسطیح بارد.
وأوضح بأن هنالک فارق شاسع بین بیان الرؤیة الدینیة القائمة على الدلیل والبرهان، وبین حملات التکفیر التی تستعدی الطرف الآخر وتشیطنه وتحرض علیه وتملأ الصدور اتجاهه بالکراهیة والبغضاء.
وتابع بأن أقطاب الاتجاه التکفیری دأبوا على خلط العامل الدینی بالسیاسی، والتحریض على من یخالفهم سیاسیاً واجتماعیاً وأمنیاً.
وکان دعاة سلفیون رفضوا مؤخراً تحمیل الخطاب السلفی العام المسؤولیة عن أی أحداث إرهابیة طائفیة، وزعموا أن تناول المذهب الشیعی یندرج تحت مسؤولیتهم الشرعیة فی فضح أتباع العقائد الفاسدة، لا أکثر.
ومن جهة أخرى، انتقد السید العوامی أصوات برزت مؤخراً نادت بعدم إمکانیة الاعتراف بالمذهب الشیعی، وبین أن هذه الدعوات تنبع من الجهل وضیق الأفق.
وأوضح أن هذه الأصوات خلطت بین الاعتراف بحقانیة مذهب ما وقبول عقائده وآرائه، وبین الاعتراف السیاسی بوجوده، والذی یستتبعه إثبات حقوقه الطبیعیة من ناحیة قانونیة.
وأکد أن أتباع مدرسة أهل البیت لا یستجدون من أحد الاعتراف بصدق مذهبهم أو المصادقة على شرعیة انتمائهم، فشهادة الله ورسوله فیهم تکفیهم، وإنما مطلبهم الأساس هو الاعتراف بکونهم مکون أصیل من مکونات هذه البلاد.
وأوضح فی خاتمة خطابه بأن الاعتراف بالمذهب الشیعی هو الذی یضمن لأتباعه الأمن، لأن هذا الاعتراف هو الذی یوقف حملات التکفیر ویمنع من التحریض علیهم بالقتل.