قال الشیخ عادل بو خمیس خلال اللقاء الذی استضافه فیه الإعلامی عبد الله المدیفر فی برنامجه ”فی الصمیم“ على شاشة روتانا خلیجیة. بعنوان ”الشیعة فی السعودیة والسلم الاجتماعی“.
وذکر بأنه فی حال وُجِد خطابًا شیعیًا یحث على الکراهیة فهو ردّة فعل لخطابٍ دینی یحث على الکراهیة من الطرف الآخر.
وبیّن بأن المجتمع الشیعی لیس مع الإنفصال، منوهاً إلى أن من ینادی به یُعبِّر عن نفسه ولیس عن المجتمع.
وتساءل عن سبب تحمیل الطائفة الشیعیة خطأ لشیعی واحد بینما لا یتم اتخاذ ذات الخطوة فی حال خطأ السنی.
ودعا لتعزیز المواطنة والعمل على تعزیز الروح الوطنیة لکل مواطن سواء شیعی أو سنی، والسعی نحو المبادرة من الآن ”لتحصین الوطن“ بالکامل، مشیراً إلى أن الفتنة حینما تأتی یصبح الکل ضحیة لها فلا بد من تقدیم التنازلات لذلک.
وأشار الشیخ بو خمسین إلى أن الحالة الوطنیة والوطن مقدمان أولا على أی شیء وأن الشیعة هم مواطنون بالدرجة الأولى.
وأبدى ألمه جرّاء کل حدث من یأتی ویشکک فی وطنیة المواطنین الشیعة أو یطلب منهم إثبات ذلک مفیداً بالحاجة لمشاریع لتحسین الوطن، مبیناً عدم إمکانیة الدخول لأی مشروع ما لم تقدم تنازلات.
ولفت الى أهمیة الإیمان بأن قوة الوطن وسلامته فی وحدته، وعدم حصر المشروع الوطنی فی منطقة واحدة أو تحمیلها المسؤولیة، مشیراً إلى أن التعایش مسؤولیة الجمیع.
واستشهد بورود مصطلح ”السِلم“ فی القرآن الکریم فی 50 موضعاً، مبینًا دلالة ذلک على أهمیته التی لا تتحقق إلا بوجود العدل.
وأفاد القول بأن العدل والمساواة والأمن الجسدی والنفسی والفکری ومسؤولیة الدولة هی من أهم عناصر السلم الإجتماعی.
وأوضح بأن الدولة هی المسؤولة عن السلم الأهلی، مشدّداً على ضرورة أن تقوم بسن قوانین للوحدة الوطنیة.
وشدد على أن الوحدة الإسلامیة والتقریب بین المذاهب لا یعنی التنازل عن المعتقدات بل الاقتراب من بعض.
وقال: ”من نطق بالشهادتین فهو مسلم، وعلماء الإسلام اجتمعوا فی مکة المکرمة وأقروا المذاهب بما فیها المذهب الشیعی“.
وأشار إلى من قام بالاعتداء والتحریض من التکفیریین لزرع الفتنة فی الوطن حیث ابتدأوا بالشیعة لیستنهضوا السنة فی حال حدثت ردة فعل للشیعة على أعمالهم الإرهابیة، حیث باءت تلک المحاولات بالفشل بفضل حکمة الجمیع.
وتابع القول بأن ”تکفیر الإنسان یترتب علیه عدة أمور مثل استباحة الدم والمال والعرض“، مستنکراً صوت التطرف والنشاز الذی یعد أعلى من الصوت المتعقل والمتعایش.
وذکر بأن تفجیرات القدیح والعنود هی محاولات إذکاء فتنة طائفیة یکون ضررها وطنیاً مؤکدًا بأن الشیعة ضد القتل، ومنوهًا لوجوب المحافظة على الأنفس المعصومة وإدانة قاتلها.
واعتبر ما حصل من قتلٍ ل ”ضیف الله القرشی“ جریمةً ”وحدثًا جنائیًا“، حیث أن البعض أراد أن یجعل منه حدثًا طائفیًا، منوهًا لتحول الحادث من جنایةٍ إلى اتهامٍ طائفی ومطالبات بتوضیح
موقف الطائفة الشیعیة.
وقال الشیخ بو خمسین: ”إن ارتباط الشیعة بالإمام الحسین بالثأر یعد مفهومًا خاطئًا وإنما الارتباط بما یحمله من قیم کالإصلاح والأمر بالمعروف، والنهی عن المنکر“.
ونفى حالة الثأر التی یتهم بها الشیعة بدلالة حالة التعایش التی عاشها المواطنین الشیعة لمئات السنین والتی خلت من تلک الحال المزعومة.
وقال أن فی العوامیة أناس لهم مطالب والجمیع معهم فی مطالبهم السلمیة والحقوقیة، مشیرا الى ان من یرفع السلاح فلیس أحد معه.
وشدد على انه ضد وجود میلشیات شیعیة، منوهًا إلى أن الأمن مسؤولیة الدولة وأن السلطة لها سیادة وماتقوم به اللجان التطوعیة یتم بتنسیق مع الجهات الرسمیة.
ورفض الحدیث عن ”التبعیة“ لإیران، مشیراً إلى أن الشیعة أبناء الوطن ”وهم أصلیون لا وافدین“، داعیًا للالتفات للمشاکل الداخلیة وعدم الانشغال بالسیاسات الخارجیة.
وتساءل عن سبب إقحام ”المواطن الشیعی“ فی الصراع السیاسی بین السعودیة «وطنه» وإیران.
وطالب بفتح الحوزات العلمیة والسماح بدخول الکتاب الشیعی، مبیناً وجود مرجعیات دینیة للشیعة فی داخل المملکة سابقًا.