قال السید فضل الله خلال حفل إفطار أقامه "مجلس أصدقاء مبرة الإمام الخوئی" فی المبرة فی الدوحة، :"نلتقی مجددا فی رحاب هذا الشهر، حیت نتظلل برحمته وعطاءاته وفضله وکرمه وإحسانه، نلتقی هنا لنؤکد هذه القیمة التی نحملها معا، قیمة الإنسان الذی نحرص على أن نخرجه من کل المعاناة التی یعیشها، ومن کل آلامه وجراحاته التی قد یعانیها. نلتقی معا من أجل أن نعمل للتخفیف من مآسی الذین عصفت بهم الأیام، فکانوا أیتاما وفقراء ومعوذین ومعوقین، لا یملکون ما یسد رمقهم، ویحتاجون إلى أید حنونة ومعطاءة تبلسم جراحاتهم وتخفف من معاناتهم".
وتوجه بالشکر والامتنان إلى مجلس أصدقاء مبرة الإمام الخوئی، مثمنا "حرصهم على أن یکونوا أصدقاء أوفیاء یعیشون الصداقة بعمقها". وقال: "لقد استطعتم أن تقدموا أنموذجا فی عنوان الصداقة، تجلى فی کل هذه المشاریع والنصائح والإرشادات والمبادرات التی قدمتموها من أجل رفع مستوى هذه المبرة".
وتابع فضل الله: "إن جمعیة المبرات کانت حریصة على الاحتفاظ بالأصدقاء، باعتبارهم قیمة کبیرة، وحریصة على تنوعهم وعلى التواصل مع الجمیع، بعیدا عن أی حواجز مصطنعة تقف فی وجهها أو تمنعها من هذا الانفتاح والتواصل، الذی هو عنوان الرسالة التی تحملها. ولعل وجودکم هو خیر دلیل على أن أصدقاءها یمثلون کل الوطن بمختلف طوائفه وتنوعاته وتلونه.ومن هنا، وانطلاقا من المبادئ التی أسست علیها جمعیة المبرات، کنا وما زلنا ندعو اللبنانیین إلى الخروج من المغاور والمحاور الطائفیة، ومن سجون المذهبیة، ومن العصبیات والحساسیات التی یعیشونها، والتی یراد لها أن تکون طابع هذه المرحلة الصعبة والمعقدة التی یعیشها واقعنا العربی والإسلامی، وندعوهم إلى أن ینفتحوا على بعضهم البعض، بعیدا عن المجاملات أو التعایش الکاذب الذی نعیشه فی بعض الحالات، لأننا نحرص دائما على هذه الصورة الجامعة لکل أطیاف التنوع الموجود فی هذا الوطن".
ولفت إلى أن "ما نشهده من ظواهر عنفیة ودمویة، هی بعیدة کل البعد عن الدین الإسلامی وکل الأدیان الأخرى، فهی لا تنتمی إلى قیمها ومبادئها، وهدفها إسقاط هذه الأدیان والرسالات السماویة، حتى نفقد کل هذا التاریخ المشرق وهذه الحضارة الغنیة، ونفقد کل أصالة ماضینا وحاضرنا وحتى مستقبلنا".
وأشار إلى أن "هذه الظواهر التی نعیشها طارئة وغیر متجذرة فی تاریخنا وحضارتنا وثقافتنا، ویعود سبب تنامیها إلى تمزقنا الذی یستغله أعداء الأمة فی مشاریع التقسیم ورسم خرائط جدیدة للمنطقة تحت عناوین مختلفة".
وختم فضل الله قائلا: "إننا على ثقة بأن المستقبل سیکون للوحدویین الذی یحملون هم هذه الأمة. ومن هنا، مسؤولیتنا جمیعا العمل على تعمیق هذه الوحدة وتعزیزها، من خلال التواصل والتحاور والانفتاح فیما بیننا على مختلف المستویات، ولا سیما فی المواقع السیاسیة، وأن نقدم التنازلات لبعضنا البعض، لیسلم هذا الوطن ویسلم إنسانه، وأن نحصنه من کل هذه العواصف التی تهب علیه، حتى نستطیع تجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر والضرر".