دعا الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة ایة الله الاراکی فی رسالة موجّهة الى علماء الاسلام دعا الى التصدی لمؤامرات اعداء الامة الاسلامیة الذین اخذوا یتلاعبون بمقدرات هذه الامة من خلال تشدید النزاعات واستغلال جهل البعض و ترسیخ الفکر المتشدد المتمثل الیوم بالفکر التکفیری.
وکما دعا ایة الله الاراکی علماء الاسلام الى جعل القضیة الفلسطینة القضیة الاساس ومحور للوحدة الاسلامیة وحثّ الشعوب المسلمة الى المشارکة الفعّالة فی مسیرات یوم القدس العالمی .
وهذه نص الرسالة :
باسمه تعالی
(یا أیها الذین آمنوا کتب علیکم الصیام کما کتب علی الذین من قبلکم لعلکم تتقون)
السلام علیکم و رحمة الله و برکاته، و بعد،
نحمد الله تعالی علی نعمة الجلوس مرة أخری حول مائدة کرمه فی الشهر الفضیل الذی نسأل المولی تعالی أن یبارکه لکم و لنا و لأمتنا الإسلامیة کافة و یوفق فیه الجمیع لصالح الأعمال. إننا فی رحاب شهر بشّر الرسول الأکرم بوجود الرحمة الربانیة و البرکات الإلهیه فیه، وهو شهر الاستغفار ومغفرة الذنوب. فی هذه الأیام واللیالی المبارکة، تتجه قلوب المؤمنین نحو الرب القدیر الذی لایعزب عن علمه شیء مما تعانیه المجتمعات الإسلامیة من مشاکل ومصائب. فنحن نبدأ رمضان عام 1436، والفتن والمؤامرات التی یحیکها الاستکبار وأذنابه الجهلة قد ألقت بظلالها الثقیلة علی الأمة الإسلامیة .
إن المؤامرات الصهیونیة ـ الأمریکیة الرامیة إلی جعل المسلمین یتخلون عن تطلعاتهم وأهدافهم الرئیسیة، قد أسفرت عن حالة تشهد فیها المجتمعات الإسلامیة الکثیر من الخلافات ووقوع جرائم إبادة النسل وقتل الأطفال والاستضعاف. والمؤسف أن عددا من المسلمین الجهلة یؤدون أدوارا فی تمریر هذه اللعبة وذلک تحت اسم الإسلام.
وکل ذلک یجری فی الوقت الذی نری أن القرآن والسنة النبویة ـ وهما أساس وحدة الأمة الإسلامیة ـ یرکزان علی الابتعاد عن ممارسة العنف مع أبناء دین واحد، وتجنب الخلاف، ویؤکدان علی مناهضة الأعداء الحقیقیین، ورعایة ومساعدة المستضعفین والمحرومین والمظلومین.
إن وجود الإرهاب وداعش فی العراق وسوریا، والوضع المأساوی فی الیمن والخلافات بین الدول الإسلامیة ، کل ذلک یجب أن لایؤدی بنا إلی نسیان الأهداف والتطلعات الأصیلة للأمة الإسلامیة کالقضیة الفلسطینیة والقدس الشریف.
لقد وقف الکفر صفا واحدا لیمنع الأمة الإسلامیة من نیل حقوقها، ولاشک أنهم هم الذین باتوا یتلاعبون الیوم بمقدرات الأمة الإسلامیة. وبما أن فلسطین طالما کانت محور الوحدة والتلاحم باعتبارها القضیة الرئیسة لأمتنا، فمن المتوقع أن یتجلی فی یوم القدس العالمی مشهد بارز من وحدة الأمة الإسلامیة إن شاء الله، وذلک بفضل تعاضد علماء الأمة ومفکریها وجهودهم التوعویة الرامیة إلی فضح المؤامرات الصهیونیة الأمریکیة، مع التأکید علی ضرورة عدم نسیان عدو الإسلام الرئیسی فی تلافیف هذه الضوضاء.
لذا یؤمل من ذلک الأخ الکریم، أن تتکرموا باتخاذ کل ما ترونه مناسبا لحثّ المسلمین من الإخوة والأخوات، علی مشارکة فعالة فی إحیاء یوم القدس العالمی.
إن الجماهیر المسلمة فی مختلف أصقاع الدول الإسلامیة قد أصبحت تتطلع إلی قادتها العلماء لیقوموا بإنقاذ الأمة من الإفراط و التفریط ومن برزخ التکفیر والإلحاد والاستکبار والاستضعاف. إذ أن العلماء هم الذین بإمکانهم التمییز بین الحق والباطل والاهتداء بهم إلی الصراط المستقیم، کما یؤکد ذلک القرآن الکریم.
فی هذا الشهر الفضیل، وفی ظل الظروف الراهنة، نرجو أن نوفَق للعمل علی رفع شأن الإسلام وعزته من خلال تعزیز أسس التعاطف والوفاق بین أمة نبی الإسلام، ونحقق السعادة لأمة الإسلام فی ظل القرآن وسنة رسول الله.
و السلام علیکم.
أخوکم ـ محسن ألاراکی