اکد ایة الله الاراکی فی کلمته امام المؤتمر ان اخطر ما یهدد الامن والسلام العالمیین الیوم هو التیار التکفیری الارهابی ، مشیرا الى حواضن وجذور هذا الفکر فی بعض الدول الاسلامیة مما شجع قوى الاستکبار الى استغلال هذا المنهج التکفیری الهدام لینبش فی کیان الامة الاسلامیة لیضعفها ویشتت وحدتها .
وشدد سماحة الامین العام الى ان هذا الخطر لم یهدد دولة ومنطقة معینة بل سیشمل حتى الدول الداعمة له ، مشیرا الى توسع الاعمال الارهابیة لهذا التیار والذی طال فی الاونة الاخیرة کل من فرنسا والسعودیة ومصر مما یستدعی التحرک الجاد للعلماء والصلحاء لمواجهة هذه الغدة السرطانیة وتجفیف جذورها .
وقبل ان یطرح سماحته مقترحه العملی لمکافحة التیار التکفیری اشار الى بعض النقاط المهمة منها دعوة الاسلام الى الحفاظ على ارواح واموال واعراض الناس ایا کانوا وکذلک حرمة الاقتتال بین المسلمین وکذلک حرمة تکفیر ودم من نطق الشهادتین مؤکدا ان تکفیر المسلم وارهابه یزعزع الامن المجتمعی .
ولهذا اقترح سماحته السبل العملیة التالیة لمکافحة هذا الخطر :
1- التعریف الصحیح للاسلام موثوقا بمصادره الاصیلیة وبواسطة العلماء المتخصصین بالمصادر الدینیة الصحیحة شریطة ان تساعدهم الاجهزة الحکومیة والمراکز الاکادیمیة وجمیع الکتاب والمفکرین لتحقیق هذا الهدف .
وبهذا سیتعرف الجیل الجدید على الاسلام الصحیح وسیسد الطریق امام المنحرفین وتجار الدین والتکفیریین لیخدعوا الشباب ویفشل مشروعهم التکفیری لتشویه صورة الاسلام الناصعة .
2- ابعاد الجهلة والمنحرفین والغیر متخصصین فی الشؤون الدینیة عن المراکز الدینیة والمساجد وخطب الجمعة .
3-تحدید مدارس وجامعات وحوزات ومراکز دینیة مطمأنة لتدریس طلبة العلوم الدینیة وتخریج علماء متقین تعرفوا على الاسلام الصحیح والوسطی من مصادره الاصیلة .
نرى الیوم ان اکثر المراکز الدینیة فی بعض الدول مثل باکستان والسعودیة وافغانستان والهند ، یدیرها التیار المتطرف التکفیری حیث ان جمیع العناصر المتشددة والارهابیة هم خریجی هذه المراکز ، التی استقست منهاجها من الفکر الوهابی الذی نشئ على اثره الجماعات المتطرفة الارهابیة .
ولهذا ندعو الدول التی تروج للفکر الوهابی ان تعید النظر فی تدریس هذا الفکر الهدام وتعود لنشر الاسلام الصحیح الوسطی ووتصدى للافکار المتطرفة التی تنتج الارهاب .
4- مما لاشک فیه ان بعض الدول والاستخبارات العالمیة مثل CIA و M16 وکذلک استخبارات بعض الدول العربیة الخلیجیة تدعم هذه الجماعات المتطرفة الارهابیة مالیا واعلامیا وعسکریا ، کما هو مشهود فی سوریا والعراق والیمن .
وللحد من انتشار التطرف والارهاب ندعو المجتمع الدولی للضغط على هذه الدول لکی تکف دعمها للجماعات الارهابیة وتسد الطریق على هذه العصابات لکی لا تتغلغل فی الدول المتأزمة مثل سوریا والعراق .
5- تجفیف المصادر المالیة والکشف عن الوسائط المستخدمة لنقل الاموال للجماعات الارهابیة والتکفیریة . وهذا الامر لن یتحقق الا بالتعاون بین الاجهزة الامنیة لدول المنطقة .
6- احد الطرق العملیة لمکافحة التطرف والارهاب والحیلولة دون انتشار المشروع التکفیری هو تشکیل جبهة موحدة من الدول التی لم تتضر لحد الان من الارهاب والعمل الجاد من قبل هذه الدول لطرح مشروع وبرنامج عملی لمواجهة ومکافحة الجماعات التکفیریة الارهابیة وتطهیر العالم الاسلامی من هذا الخطر .
7- من المشاریع العملیة التی تساعد على القضاء على مشروع التکفیر والارهاب هو مشروع التقریب بین المذاهب الاسلامیة وتحقیق وحدة الامة الاسلامیة .
عشرات السنین ومصلحین العالم الاسلامی ، امثال السید جمال الدین الافغانی ومحمد عبده واقبال لاهوری والامام موسى الصدر والامام الشیخ شلتوت والامام الخمینی وایة الله العظمى البروجردی والامام الخامنئی وکثیر من علماء الاسلام الکبار ، ینادون بوجوب التعاضد والتکاتف بین ابناء الامة الاسلامیة والتقریب بین اتباع مذاهبها لتحقیق الوحدة الاسلامیة المنشودة لانه الاسلوب الوحید الذی یستطیع ان یسد الطریق امام المنحرفین والمتطرفین واعداء الامة الاسلامیة للوصول الى مراکز القرار .
واکد سماحة ایة الله الاراکی اننا الیوم وفی ظروفنا الراهنة باشد الحاجة التقارب بین المذاهب وتشکیل الامة الاسلامیة الواحدة کما اشار الیه قائد الثورة الاسلامیة فی خطبة صلاة عید الفطر المبارک لهذا العام .
ولفت ان دول المنطقة هی معنیة لتحقیق هذا المهم قبل غیرهم مثل ایران ودول اسیا الوسطى والعراق وترکیا وسائر دول الجوار .
ودعا هذه الدول لتأسیس تحالف اقلیمی اقتصادی سیاسی وثقافی من شأنه ان یحولها الى قوة اقلیمة لها دورها وتأثیرها العالمی على مجریات الاحداث والذی یستطیع بدوره ان یسد الطریق امام انتشار الفکر المتطرف والتکفیری ویهیئ الارضیة المناسبة لتحقیق الامة الاسلامیة الواحدة .