إختتم "الإتحاد العالمی لعلماء المقاومة" مساء الاربعاء مؤتمر "متحدون من اجل فلسطین واسرائیل الى زوال" الذی اقیم فی العاصمة اللبنانیة بیروت.
و تمحور المؤتمر حول موضوعه الأساس «قضیة فلسطین- زوال اسرائیل حقیقة قرآنیة وحتمیة تاریخیة» وذلک لتقدیم الحلول والمساهمات التی تؤدی الی الوحدة بین المسلمین، واجتماعهم من أجل فلسطین، و تعبئة الأمة لمواجهة «اسرائیل» مع الثقة التامة بأن النصر حلیفنا و زوال «اسرائیل» حقیقة قرآنیة وحتمیة تاریخیة لنصرة الحق علی الباطل عندما یعمل أهل الحق و یجاهدون و یقاومون. و قد أراد المؤتمرون أن یکون المؤتمر صرخة تساهم فی تصحیح المسار واعادة الأمة الاسلامیة إلی الطریق التی تؤدی إلی عزتها وکرامتها.
فقد توزعت أعمال المؤتمر علی عدة محاور رئیسیة أبرزها: حقائق قرآنیة حول حتمیة زوال اسرائیل، وثوابت القضیة الفلسطینیة، وفلسطین ودور العرب والمسلمین، وفلسطین و لعبة الأمم، والعلماء وفلسطین.
وأصدر المؤتمرون بیانًا ختامیًا لمؤتمرهم أکدوا فیه علی أن قضیة فلسطین هی قضیة المسلمین الأولی وأن الواجب الأهم والأول هو توحید الکلمة وتشکیل الصف الواحد لمواجهة الخطر الصهیونی والدفاع عن الأقصی الشریف، قبلة المسلمین الأولی.
ووجه المؤتمرون نداء للأمة الاسلامیة جمعاء من خلال علمائها العاملین والجهات الاسلامیة الفاعلة والمفکرین المخلصین فی کل مکان إلی أولویة مواجهة الخطر الصهیونی الذی یتمادی فی احتلاله لأرض فلسطین المقدسة ویتمادی طغیانه وظلمه لأهلنا فی فلسطین ویمارس أبشع أنواع الاضطهاد ویتمادی فی حرکته الاستیطانیة التی تهدف الی تهوید القدس بشکل کامل وسائر فلسطین. ونؤکد أن الشعب الفلسطینی أعطی للأمة نموذجاً عالیاً من الصمود حیث قدم نماذج متنوعة ومتجددة من المقاومة، کان آخرها أبطال الرباط فی الأقصی الذین استطاعوا برباطهم المستمر أن یصدّوا قطعان المستوطنین من اقتحام المسجد الأقصی. ونحیی فی هذا الصدد البیان الصادر عن علماء الأمة الذی اعتبر أن دعم هؤلاء الأبطال المرابطین واجب شرعی علی الأمة.
ولفتوا إلی أن التجربة التی عاشتها الأمة الاسلامیة خلال العقود الأخیرة أثبتت قدرة المقاومة علی تحقیق الانتصار فی لبنان وفلسطین رغم الدعم اللامحدود الذی تلقاه الکیان الصهیونی وتخاذل الأنظمة العربیة والظروف المعقدة التی تعیشها الأمة. ومن هنا فإننا نؤکد علی وجوب دعم هذه المقاومة بکل الامکانات وکل أشکال الدعم المادی والمعنوی.
وأکّد المؤتمرون علی ضرورة الکف عن الممارسات العدوانیة بشأن حصار غزة الصامدة ووجوب رفع الحصار الظّالم عن هذا الشعب المظلوم وأن خطر الصهیونیة لا ینحصر فی فلسطین بل هو خطر یهدد أمن وسلام المنطقة بأسرها ویهدد کیان الأمة وأن أی تهاون فی مواجهة هذا الخطر یؤدی إلی زعزعة أمن المنطقة بأسرها.
کذلک أکّدوا علی أن وحدة المسلمین بمذاهبهم وطوائفهم کافة واجب شرعی أکّد علیه الکتاب والسنة وأن من واجب علماء المسلمین ومفکریهم وقادتهم السیاسیین بذل الجهود کافة من أجل توحید کلمة المسلمین ومواجهة کل ما یوجب تفریق کلمتهم واثارة مشاعر الحقد والبغضاء بین فئات الأمة وشرائحها.
وأکّدوا أیضًا علی حرمة تکفیر المسلمین وان دم المسلم وماله وعرضه حرام علی المسلم بل وأن النفس الانسانیة نفس محترمة لا یجوز تهدید أمنها وسلب کرامتها وأن الاسلام جاء لیقر العدل والامان والسلام بین أبناء البشریة أجمعین.
کما أکّدوا علی أن ظاهرة التکفیر والارهاب ظاهرة غریبة عن طبیعة هذه الأمة وقیمها وتعالیم دینها وعلی ضرورة توحید الصفوف وتعبئة الجهود فی سبیل مواجهة هاتین الظاهرتین حتی یتم القضاء علیها واستئصال جذورهما.
وأکّد المؤتمرون أیضًا علی أن الأحداث فضحت المتطرفین التکفیریین و کشفت اجرامهم وارتباطهم بالاستکبار العالمی والعدو الصهیونی ما یؤکد صواب رؤیة العلماء العاملین منذ اللحظة الأولی لبروز هذه الأفکار الخارجة عن الاسلام والغریبة فی مسار الأمة الاسلامیة ومن هنا فإنّا ندعو إلی التکاتف والتضامن والتکامل بین العاملین المخلصین للاسلام لمواجهة هذا الفکر المنحرف وکشفه وفضحه والعمل علی انقاذ المسلمین من تضلیل هذه الفئة الباغیة الضالة.
ودعا المؤتمرون العلماء العاملین المخلصین فی کل مکان إلی التعاون لنشر المبادئ الاسلامیة التی تجمع بین المسلمین و تقرب القلوب و الابتعاد عن الخلافات التی لا تؤدی الا إلی التنازع و الفشل عملاً بقوله تعالی، «واعتصموا بحبل الله جمیعاً و لا تفرقوا».
واعتبروا أن علی علماء الأمة الاسلامیة و مفکریها العمل علی نشر فکرة حتمیة زوال «اسرائیل» والتبشیر بها علی کل صعید ما من شأنه أن یجدد الأمل فی النفوس ویدفع الأمة إلی نهضة جدیدة وترتکز علی مقومات حقیقیة وآمال واقعیة تشکل البدیل الحقیقی عن حالة الیأس والاحباط التی تسود الأمة خاصة وأن الصهاینة أنفسهم یعیشون حالة الهزیمة الداخلیة رغم کل الدعم الذی یتلقونه.
وحیا المؤتمرون قوی المقاومة وخاصة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وعلی رأسها الامام الخامنئی (دام ظله) علی الدعم الکبیر الذی تقدمه لاستمراریة المقاومة وثباتها.
ودعوا جمیع العلماء والمفکرین والقوی والقادة السیاسیین إلی العمل لوقف النزیف الداخلی فی جسد الأمة والذی تستفید منه "اسرائیل" وذلک بمعالجة الأوضاع بالحلول السیاسیة فی بلداننا بعیداً عن التنافر والتباغض والقتل والقتال واستعادة الموقع المتقدم لسوریا المقاومة والیمن الجریح والبحرین الصامد والعراق عاصمة الحضارة الاسلامیة فی تاریخه العریق و ضرورة دعم الشعب المسلم فی میانمار ووقف الممارسات العدوانیة علی هذا الشعب المضطهد.
کما دعوا شعوب العالم الاسلامی إلی تبصر حقیقة الخطر الاسرائیلی علیهم جمیعاً وتداعیاته علی بلدانهم ومستقبل أولادهم و أن یبذلوا أقصی هممهم لتربیة الجیل الجدید وتوجیهه ضد الخطر الاسرائیلی وحض المسؤولین فی بلدانهم علی العمل فی هذا المجال.
وبناء علی مداخلات عدد من المشارکین فی المؤتمر من قارة أفریقیا أوصی المؤتمر الجهات الفاعلة فی نطاق الدعوة الاسلامیة و مواجهة الصهیونیة الاهتمام بالشعوب الاسلامیة فی أفریقیا لتشارک فی المعرکة المقدسة ضد الصهیونیة علی الصعد کافة.
وأکدوا علی ضرورة انشاء مرکز اسلامی یعنی بفضح وکشف خفایا المخططات العدائیة لمؤامرات الصهیونیة ویقوم بتوزیع أبحاثه علی العلماء فی العالم الاسلامی کافة من خلال وسائل الاتصال الحدیثة.
وحیا المؤتمرون المقاومة اللبنانیة وعلی رأسها حزب الله والمقاومة الفلسطینیة المتمثلة بحماس والجهاد الاسلامی والفصائل الفلسطینیة المجاهدة کافة ویدعو لشهداء هذه المسیرة بالرحمة والرضوان، وأکدوا علی أن علماء الأمة صامدون معهم متکاتفون متعاضدون فی صف واحد ضد العدوان الاسرائیلی والاستکبار العالمی ویؤکدون علی ضرورة دعم هذا الخط الجهادی المقاوم حتی تحقیق النصر الالهی الموعود.