فی حوار مطول مع قناة المیادین نلخص ما جاء من مواقف مهمة وصریحة لامین عام مجمع التقریب بین المذاهب الاسلامیة حول اهم مستجدات العالم الاسلامی خاصة ما یهم موضوع التقارب بین المسلمین وضرورة التوحد والعقبات التی تواجه مشروع التقریب .
حول مسقبل مشروع التقریب والى ای مدى یؤثر البعد السیاسی على هذا المشروع ؟ قال سماحة الامین العام لمجمع التقریب ان للصعید السیاسی تأثیر سلبی وایجابی فی نفس الوقت على مشروع التقریب . فاصحاب القرار السیاسی یمکن لهم ان یدعموا مشروع التقریب ویساعدوا على ترسیخ هذه الثقافة التی ستدعم بدورها الامن والاستقرار لذلک البلد وهو فی النهایة سیصب لصالح ذلک الحکم .
ومن ثم اشار ان الى الدور السلبی الذی یمکن ان یلعبه السیاسی فی مجال التقریب ای ان یتصدى الى هذا المشروع ویحول دون تحقیقه وهو بذلک سیساعد على تشدید الخلافات والنزاعات ولربما الحروب بمثل ما تشهده الیوم بعض بلداننا الاسلامیة .
وحول اتهام البعض بان مجمع التقریب یهدف الى دمج المذاهب فی مذهب واحد او ان مشروع التقریب هو للتغطیة على التبشیر للمذهب الشیعی فی البلاد السنیة رفض ایة الله الاراکی رفضا باتا هذه الاتهامات موضحا ان الهدف الاساسی للتقریب هو ایجاد تقارب ووئام وتفاهم بین اتباع المذاهب الاسلامیة معربا عن استعداد المجمع لیکون الازهر الشریف هو حامل رایة التقریب ویبشر للمذهب الذی یتبعه "وسوف نسیر خلفه" ، رافضا ادعاءات شیخ الازهر حول مساعی ایران فی التبشیر للمذهب الشیعی طالبا منه اثبات ذلک ولو بنموذج واحد .
واوضح سماحة الامین العام ان احدى الاسس التی یرتکز علیها المجمع هو دعوة العلماء للاجتماع والاتحاد على اساس المشترکات العقائدیة والفقهیة بین المذاهب الاسلامیة ، مشیرا الى التعایش السلمی التی عاشها اتباع المذاهب الاسلامیة فی المنطقة ولمدة عقود حتى داخل مؤسساته التعلیمیة دون ای خلاف او نزاع مذهبی .
ولفت سماحته الى تأسیس جامعة المذاهب الاسلامیة فی طهران حیث یدرس فیه الطلبة من جمیع المذاهب وتدرس فیها عقائد هذه المذاهب فی اجواء من الاخوة والوئام والتعاون .
وعن حریة نشاط اهل السنة فی ایران قال ایة الله الاراکی بکل حزم ان المراکز الدینیة السنیة فی ایران هی اکثر من المراکز السنیة فی الدول الخلیجیة وتتمتع بحریة اکثر من غیرها فی باکستان ومصر وکثیر من الدول الاسلامیة وان الحریة التی یتمتع بها علماء السنة فی ایران هی اکثر بکثیر من الحریة التی یتمتع بها علماء السنة فی الدول الخلیجیة وحتى مصر .
وفی مجال الاساءة الى مقدسات اهل السنة وامهات المؤمنین والصحابة اوضح ایة الله الاراکی الى ان جمیع المرجعیات الدینیة الشیعیة فی ایران والعراق وعلى رأسهم قائد الثورة الاسلامیة الامام الخامنئی اصدرت فتاوى حرّمت فیها الاساءة الى مقدسات سائر المذاهب وکذلک الصحابة وامهات المؤمنین .
واعرب الامین العام عن استغرابه بقیام الازهر بمنع الفضائیات الدینیة بنشر هذه الفتاوى التی تحکم التقارب والوئام بین المسلمین مشیرا الى ان الازهر اعلن بعد ان نشرت هذه الفتاوى وبواسطة کثیر من الوسائل الاعلامیة الایرانیة وغیر الایرانیة انه غیر مطلع على هذه الفتاوى .
مع کل ذلک اعرب الشیخ الاراکی عن احترامه الخاص لمشیخة الازهر على اساس انها محور ومرجعیة کل المسلمین ودعا الى ان تحافظ على مکانتها الدینیة والشعبیة وان تکون مرجع لحل مشاکل المسلمین ، مشیرا الى وجود ایادی عابثة ترید ان تحجم مرجعیة الازهر ودوره فی العالم الاسلامی وترید ان تسیس هذا المرکز المهم .
وعن الفضائیات الفتنویة الشیعیة والسنیة وداعمیها وممولیها ، اتهم الامین العام لمجمع التقریب بعض الجهات العربیة وبعض الدول الخلیجیة وبعض اجهزة الاستخبارات الاجنبیة بدعم وتمویل هذه الفضائیات حتى الشیعیة منها لتشدید الاحتقان الطائفی فی المنطقة مؤکدا وجود وثائق تثبت ذلک .
واعرب سماحته عن رغبته بالعلاقة والتواصل مع علماء السعودیة مرحبا بکل خطوة تبادر بها السعودیة لترسیخ التقارب بین المذاهب الاسلامیة .