قال سماحة السید حسن النمر الموسوی أن ما حدث من "إرهاب أعمى وأسود، أصابنا فی القدیح وفی الدمام وفی الأحساء وفی الریاض، تفرض علینا الموقف نفسه وندین الإدانة نفسها لأن المجرم واحد والثقافة التی تحرک بها هذا الإجرام هی ثقافة واحدة".
وطالب سماحته الجهات الأمنیة بملاحقة الأطراف والخیوط خلف هذا التفجیر الإرهابی، وقال: "کیف تأتّى لمثل هذا الإنتحاری المجرم أن یخترق معسکراً یتبع الدولة ویتبع للجهات الأمنیة؟ هذا یکشف عن أن هناک ثغرات تحتاج أن تعالج بشکل جدی وبشکل شفاف حتى تبعث روح الاطمئنان فی نفوس کثیر من الناس".
وأشار السید النمر أن "نفس الألم الذی کنا عشناه مع شهدائنا قبل فترة وجیزة هو الألم نفسه یجب أن نعیشه مع هؤلاء خصوصاً وأنهم ینتسبون إلى شریحة یفترض بها أن تکون هی المتصدیة لحمایة أمن الناس".
وأکد فی خطبته لیوم الجمعة بعنوان «تشکیل الوعی - 5» فی مسجد الحمزة بن عبدالمطلب بمدینة سیهات على إیجاد حلول جذریة للثقافة التکفیریة لأنها "ستتجدد مرة أخرى ما دامت تلک الثقافة موجودة بین الناس".
وأضاف: "هذا التکفیر غیر المنضبط، هذا التکفیر النابع من الجهل، هو الذی تسبب أن ینتج مثل هؤلاء".
وأسف سماحته عن وجود ثقافة تکفیریة "أشیعت بطریقة منظمة وبطریقة مبرجمة عمّت قطاعات واسعة من هؤلاء الشباب"،مشدداً أن الذین أشاعوا هذه الثقافة لم ینتبهوا أنه کان "المقصود بها فئات معینة من الناس، لکن لا یمکن أن تقف عند هذه الفئة بل ستمتد وهاهو الجرم قد امتد إلى أن یشمل الجمیع دون استثناء".
واستغرب سماحته مستهجناً ممن "یعیشون حالة من الصدمة" التی تتردد فی وسائل الإعلام، مستنکراً التساؤلات المطروحة "من أین جاء لنا هذا الإجرام".
وأشار إلى أن الثقافة التکفیریة المنتشرة سابقاً قد ضربت العراق وسوریا والجزائر وباکستان وأفغانستان وفی أقطار العالم الإسلامی و"کانت تفتک بالأمة کلها".
وفی سیاق التحذیر من ثقافة التکفیر مؤکداً أنها "تمسخ من یتبناها مسخاً کاملاً" وأنها "تجعله یخرج من نطاق الإنسانیة ومن نطاق العقلانیة، فلا یفرحنک أن تکون هذه الثقافة یتوجه ضررها الیوم إلى من تعده خصماً لک وعدواً لأنه فی یوم من الأیام قد تنقلب إلیک الیوم من حیث ترید أو لا ترید".
وأکد أن "الخوف والرعب الذی یرید هذا التنظیم المجرم ومن یشبهه أن یثیروه فی الناس هو ما یریدون أن یحققوه، لذلک فإن الحل أن نقوم بعمل عکس، ما یریدون أن یبثوه فی أوساط الناس یجب أن یبث فی نفوسهم هم".