اشار ایة الله الاراکی فی کلمة له بحفل حاشد أقیم مساء السبت فی مسجد الامام الحسن المجتبى (ع) بطهران ، بمناسبة ذکرى مولد کریمة أهل البیت السیدة معصومة بنت الامام موسى بن جعفر (ع) ، أشار الى أن القرآن الکریم یقسّم الاشخاص الى فئتین متضادتین تماماً ، موضحاً : الفئة الاولى هی تلک التی تتحدث عنها سورة النور ، و تمثل الاشخاص الذین تربوا فی بیوت یذکر فیها اسم الله تعالى . لأن الذین یتربون فی بیوت مفعمة بذکر الله تعالى ، لا یلهیهم حب الدنیا عن ذکر الله ، و لن تشغلهم بهارج الدنیا و مظاهرها عن ذکره تعالى .
و تابع سماحته : أما الفئة الثانیة فهی التی تقف فی الجهة المقابلة للفئة الاولى تماماً ، حیث یتخلى افرادها تماما عن ذکر الله ، و ینغمسوا فی اللهو و اللعب و الامور التی تلهیهم و تبعدهم عن ذکر الله .
و استدل آیة الله الاراکی الآیة الشریفة ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکَاةٍ فِیهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِی زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ کَأَنَّهَا کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَکَةٍ زَیْتُونِةٍ لَّا شَرْقِیَّةٍ وَلَا غَرْبِیَّةٍ یَکَادُ زَیْتُهَا یُضِیءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَن یَشَاءُ وَیَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ) قائلا: النور هو الذی یظهر من تلقاء نفسه ، أی أن النور الذی نراه لم یوجده شیء و إنما وجد من تلقاء نفسه . و لهذا فان هذا النور یظهر من تلقاء نفسه ، و الباعث له أمور أخرى ، و هکذا هو الله جل و علا ، أی هو الظاهر من تلقاء نفسه و الباعث له امور أخرى ایضاً .
و أشار آیة الله الاراکی الى الاوصاف التی یطلقها القرآن الکریم على نور السماوات و الارض ، قائلاً : أن هذا النور یوجد فی بیوت أذن الله لها أن ترفع ، بیوت یذکر فیها اسم الله ، و لا شک أن المساجد هی أحد هذه البیوت .
و لفت الى أن ذکر الله لیس بالعمل الهین أو السهل ، موضحاً : لیس بوسع کافة الافراد بلوغ مرتبة الذکر - ذکر الله - لأن القلوب المظلمة لا یأذن لها بالولوج الى وادی ذکر الله .
و فی جانب آخر من کلمته أوضح بأنه توجد فی العالم ، ارواح غافلة و هنالک ارواح تنعم بذکر الله ، مضیفاً : أن بعض الاشخاص محرومون من ذکر الله ، غیر انه فی المقابل ثمة اشخاص أذن لهم بذکر الله و الذین هم فی الغالب من رواد المسجد و امثالهم ، و أن احد آثار و تبعات التواجد فی المساجد یتجلى فی بلوغ الأذن بذکر الله تعالى .
و أشار الامین العام للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة ، الى مکانة المسجد فی الاسلام موضحاً : المساجد على نوعینمساجد لا یوجد فیها شیئاً من ذکر الله ، و قد أشار القرآن الکریم الى نموذج من هذه المساجد ألا و هو مسجد ضرار . و مساجد أخرى تتنزل علیها رحمة الله .
و أضاف سماحته : المساجد التی تتنزل علیها رحمة الله هی المساجد التی تم تشییدها بنوایا صادقة و طاهرة . و لهذا نرى مراجعنا یؤکدون دائماً على أن یکون بناء المساجد على أیدی الناس ، کی تشیّد على اساس الاخلاص والتقوى .
و ختم آیة الله الاراکی : أن الاشخاص المهذبین یتواجدون فی المساجد التی تشیّد على اساس التقوى . و بعبارة أخرى ، أن احد نتاج هذا النوع من المساجد تربیة أشخاص مهذبین .