ألقى نائب رئیس المجلس الإسلامی الشیعی الأعلى الشیخ عبد الأمیر قبلان، خطبة الجمعة التی استهلها بالحدیث عن ذکرى تغییب الامام موسى الصدر ورفیقیه الشیخ محمد یعقوب والصحافی عباس بدر الدین فقال:
"نبتهل الى الله عز وجل ان یعید الینا هؤلاء الابرار الى ربوع الوطن سالمین، ونتذکر الامام الصدر هذا الرجل الکبیر الذی اتسع قلبه لحب وطنه وکل الناس فأحب الجمیع فأحبوه، واخلص لربه فی خدمة عیاله ونصرة المحروم والمظلوم وصون الوطن، وعلینا فی ذکرى تغییبه ان نعمل برأیه لنحافظ على الوطن والانسان، وقد نبه الامام الصدر اللبنانیین من المخاطر التی تتهدد الوطن وحذرهم من الظلم والاستغلال بقوله: حافظوا على وطنکم قبل ان تبحثوا عنه فی مقابر التاریخ، فالامام الصدر کان ینظر بعین صائبة وصحیحة فکان ینبه المسؤولین فی لبنان للعمل بجدیة للمحافظة على لبنان وطن العیش المشترک والوحدة الوطنیة، وطن الادیان والمذاهب والطوائف، الوطن النهائی لکل بنیه، لذلک علینا ان ننهج سبیل البر والاصلاح والخیر والاحسان، فنتعاون لحفظ وطننا، فلبنان بحاجة ماسة الى صونه وحفظه والمحافظة على مقدراته، وعلینا ان نتجاوز العقد والمحن والمصائب فننشر کلمة الحق ونسلک سبیل العدل والاستقامة".
ورأى ان "الامام الصدر رجل طموح ومحب وهو رجل الانفتاح والحوار الذی نبذ التعصب وانفتح على الاخرین رافضا الاساءة لای انسان والاعتداء علیه، فهو رفع لواء الدفاع عن کل محروم الى ای منطقة او طائفة انتمى، فلم یفرق بین انسان واخر، لذلک علینا ان نستحضر فکر ورؤیا الامام الصدر فی مواجهة الحرمان والظلم، فنتضامن ونتعاون لما فیه خیر الانسان ومصلحته ورفع الظلم عنه".
وخاطب اللبنانیین بالقول: "لبنان جوهرة فی بلاد تعیش التدهور والفساد والتخلف، احفظوا وطنکم بحفظکم لبعضکم البعض، وانبذوا الاحقاد واترکوا الخلافات وکونوا یدا واحدة وقلبا واحدا فی الدفاع عن لبنان ومصالح شعبه،ان لبنان امانة فی اعناقنا جمیعا، ولبنان الواحد علینا ان نحفظه فنتمسک به ونحمی حدوده ونصون امنه واستقراره ونحفظ تاریخه واخلاقه وارضه بحفظنا لشعبه لان لبنان جدیر بالمحافظة علیه والاهتمام به وصیانته من ایادی السوء والشر والطغیان".
وأضاف: "فی ذکرى الامام الصدر نتذکر جهاده وجهده من اجل المحافظة على الانسان وعیشه وتربیته، لذلک نطالب الجمیع بانتخاب رئیس للجمهوریة ودعم الجیش والمحافظة على المؤسسات الامنیة وکل المؤسسات الرسمیة لیبقى لبنان شوکة فی عیون الاعداء فی الداخل والخارج".
واکد ان "لبنان المعافى مصلحة للجمیع مما یحتم ان نحفظ لبنان ونحافظ على حدوده وتراثه الدینی عن طریق الاقتداء بتعالیم الانبیاء والمرسلین والائمة المعصومین فنسیر على نهج النبی محمد والنبی عیسى لیکون وطننا مبارکا محفوظا ببرکة الله وعنایته، وعلینا ان نسهر على امن وطننا واستقراره فنحمیه بکل ما اوتینا من قوة لیبقى ملاذا لکل شعبه وبنیه فهو وطن الخیر والسعادة والمحبة، وعلى جمیع المسؤولین ان یولوا مصلحة المواطن کل اعتبار لتکون فی اولویات تحرکهم وجهودهم مما یحتم ان یتعاون الجمیع للمحافظة على نظافة لبنان فیجدوا فی ایجاد افضل الطرق للتخلص من النفایات ومعالجتها بما لا یضر المواطنین".
وشدد على ان "لبنان المعافى والمستقر یکون بوحدة شعبه وتلاقیه وقیام المؤسسات القادرة والمتعاونة من اجل المصلحة العامة، فالمحافظة على شعب لبنان ومناطقه وحقوق المواطن فیه تحتم ان نسارع الخطى لکل عمل یحفظ الوطن من الوباءات والامراض والروائح المضرة مما یستدعی ان نتشاور ونتحاور بصدق لایجاد حلول لکل الازمات التی تعصف بالوطن فنتعاون لمصلحة لبنان ونحمیه من کل خطر وضرر وبلاء لیکون لبنان المعافى فی خدمة الانسان".