قال المرجع الیعقوبی فی کلمة القاها امام عددٍ من الاساتذة والاکادیمیین من "مرکز الابداع " للدراسات والبحوث الاستراتیجیة بمکتبه فی النجف الاشرف ان "غالبیة الشعب یطالب بحل المشاکل الظاهرة التی یراها امامه ولا یلتفت الى الاسباب الاصلیة المؤدیة لها، کما لا توجد مطالب موحدة للمتظاهرین فالمشکلة لا تقتصر على انقطاع التیار الکهربائی او تردی الخدمات بل المشکلة اکبر من ذلک بکثیر وهنا تبرز اهمیة دور النخب فی تشخیص جوهر المشکلة اولاً ودراسة الاسباب الاساسیة دراسة موضوعیة ثم تقدیم الحلول الجذریة لهذه المشاکل ثانیاً.. وخذ مثالاً على ذلک مفوضیة الانتخابات التی تکونت من ممثلی الکتل السیاسیة الکبیرة."
وتابع" فکیف نتصور انها ستکون مستقلة وقد شکلت لرعایة مصالح تلک الکتل؟ بل کیف نتصور ان الانتخابات ستمضی بشکل نزیه مادام المال السیاسی والنفوذ والمصالح والوظائف الحکومیة بید الکتل المهیمنة وکذلک قانون الانتخابات الذی صمم على مقاس المتنفذین لکی یقطع الطریق على ای مشروع نهضوی یضم دماءً جدیدة، الامر الذی أدى الى إعادة استنساخ نفس الوجوه فی کل عملیة انتخابیة، مع وجود تدجین وتخدیر للشعب یساعد على سوقه الى حیث یرید المتسلطون".
واشار المرجع الیعقوبی" الى ان الحل لا یقتصر على السیاسیین المتسلطین والنظام السیاسی وإنما یمتد الى المؤسسات والجهات الساندة والمشرعنة للعملیة السیاسیة, داعیا الى تشکل المفوضیة من جامعیین متخصصین بهذا الشأن وبمساعدة منظمات المجتمع المدنی ومساندة المجتمع الدولی".
واکد المرجع الیعقوبی" على ضرورة ان تکون العلاجات الاصلاحیة جذریة وفعّالة ولیست شکلیة او ترقیعیة لأنها ستکون خاضعة لتأثیر الفاسدین الذین رکب بعضهم موجة التظاهرات لتغطیة مفاسده والبعض الآخر اطلق التصریحات الناریة لخلط الاوراق لیبقى الحال کما هو علیه ویبقى الشعب یرزح تحت قسوة الفساد والارهاب".
واضاف "ان عملیة الاصلاح لیست لقلقة لسان بل تحتاج الى عمل دؤوب وضغط مستمر فحرکة الجماهیر وان کانت لیست واسعة وفق المقاییس لکنها ارعبت الفاسدین وهزتهم واجبرتهم على الرضوخ للحل بعد ان اخذت الجماهیر دورها وتحرکت وقد نبهنا لذلک ودعونا الیه قبل خروج هذه المظاهرات وتحدیداً فی خطبة عید الفطر الماضی التی شرحنا فیها عبارة (اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین ) والحدیث الشریف (صنفان من امتی ان صلحا صلحت امتی الامراء والفقهاء ) وکلا الصنفین الوارد فی الحدیث یصنعهما الشعب فالأمراء (الحکام) یضعهم انتخاب الجماهیر ودعمهم وتأییدهم کما ان الجماهیر هی من تصنع قدرة الفقهاء وقوتهم المیدانیة ".
واستغرب المرجع الیعقوبی " لتأخر حرکة الجماهیر وانتفاضتها ولم تقل کلمتها طیلة 12 عاماً مضت بالرغم من التنبیهات المستمرة والتحذیرات المتوالیة من الاخطار المحدقة بالعراق وشعبه التی تضمنتها خطاباته وبیاناته منذ عام 2006 والتی حذر فیها من خطر الفساد الاداری والمالی واعتبره اشد خطراً من الارهاب ".
وحذر المرجع الیعقوبی " من سیاسة الاستئثار ودعوات التقسیم والانفصال وتحشید الجماهیر طائفیاً لتفکیک الائتلافات الطائفیة وان تکون الائتلافات والاحزاب السیاسیة على اساس البرامج الوطنیة التی تخدم الشعب ."