30 August 2015 - 17:18
رمز الخبر: 10768
پ
رسا- استنکر سماحة آیة الله الشیخ عیسى أحمد قاسم فرض التدخل السیاسی فی الشأن الدینی بالقوة الأمنیة وقوة الإعلام الهدام المضلل، لتنشئة أجیال من الأمة تؤمن فی داخلها بفصل الدین عن السیاسة وبحق السیاسة فی التدخل بالدین.
الشيخ عيسي قاسم

 

ندد آیة الله قاسم وفی مقالٍ له بالأفکار الهدامة التی تسعى لتجریم أی تدخل من الدین فی السیاسة حتى ذلک الذی یشمل أی کلمة تنکر على ظلم من ظلم السیاسة، ویکون فیها أمر بمعروف أو نهی عن منکر بما یمسّ السیاسة، مؤکدا أن شعوب الأمة لن تقع فی هذا الفخ.

مقال آیة الله قاسم: أسئلة علمیَّة فی موضوع الدین والسیاسة

بسم الله الرَّحمان الرَّحیم
الحمد لله ربّ العالمین، والصّلاة والسلام خاتم النبیین والمرسلین وآله الطّاهرین، وصحبه الصّادقین.
أسئلة علمیَّة

فی موضوع الدّین والسیاسة قد یلتقی الاثنان بصورة کلیة، وقد یفترقان على درجات مختلفة.
وقد یکون هذا الافتراق على مستوى الطرح من الناحیة النظریة والتطبیق العملیّ معاً، وقد یکون على مستوى التطبیق فحسب حیث تلتقی السیاسة مع الدین نظریّاً وتخالفه فی مجراها العملیّ.
 

 

ولا یکون الالتقاء الکلی بینهما إلّا بأن تذوب السیاسة فی الدّین وتکون وسیلة طیّعة من وسائله فی تربیة الإنسان، أو یذوب الدین فیها ویکون آلة من آلاتها المستخدمة لتحقیق المصالح التی تهمّها وإن خالف ذلک الدین وتتناقض مع مصلحته التی تتقوم بها مصلحة الإنسان فرده ومجتمعه.
 

 

مرة تلتقی رؤیة الاثنین، وهدفهما، وقیمهما، وأسالیبهما ومرة یتباینان.
 

 

ومقولة أن الدّین لا یتدخل فی السیاسة فرضها أن السیاسة لا إمرَةَ للدّین علیها ولا بد أن تکون مساحته لا ملامسة ولا اتصال لها بمساحتها.
 

 

والسؤال للمتبنّین لهذا الطرح: أللسیاسة أن تتدخّل فی الدین وتفرض علیه وصایتها أم أنها تعترف له بالاستقلالیة کما ترى الاستقلالیة لنفسها ؟
 

 

عملیّاً ما علیه السیاسة فی الغالبیة العظمى من أقطار الأمَّة هو التدخل فی شأن الدین وبما ینافیه ویناهض أحکامه ومقرراته ومسلماته.
 

 

ولا منطلق لهذا التدخُّل إلّا النظر للدین آلة بید السیاسة ووسیلة من وسائل خدمة أهدافها وتحقیق أغراضها. وهذا یعنی أن تحل حاکمیة الإنسان والسلطة البشریة محل حاکمیة الله وتکون مقدمة علیها، أو أنه لا حاکمیة لله عز وجلَّ أساساً.
 

 

فهل هذا هو الإسلام ؟ وهو سؤال یحقُّ للمسلم أن یطرحه على أخیه المسلم. أو هل بإمکان مسلم ومن وحی إسلامه أن یدعی تقدیم حاکمیة المخلوق على حاکمیة الخالق؟ أو هل لعالم من علماء الإسلام أن یجد شمة دلیل ولو یسیرة من قرآن أو سنة على عدم تدخل الإسلام فی السیاسة، فضلا عن استقلال السیاسة وتبعیّة الدّین لها ؟
 

 

کیف والرسول الأعظم صلّى الله علیه وآله قد أسس الدّولة الإسلامیة وحکمها وکان القاضی فی کل شؤونها ؟ والقرآن یقول عن هذه الحاکمیة { فلا وربک لا یؤمنون حتى یحکموک فیما شجر بینهم ثم لا یجدوا فی انفسهم حرجاً ممّا قضیت ویسلموا تسلیما}.
 

 

والأدهى فی التدخّل السیاسیّ فی الشأن الدینی أنه یُفرض بالقوّة الأمنیة، وقوة الإعلام الهدام المضلل لتنشئة أجیال من الأمة تؤمن فی داخلها بفصل الدین عن السیاسة وأکثر من ذلک بحق السیاسة أن تتدخل فی الدین ؛ أجیال تؤمن بهذا الحق، وتؤمن بتجریم أی تدخل من الدین فی السیاسة التدخل الذی یشمل أی کلمة تنکر على ظلم من ظلم السیاسة، ویکون فیها أمر بمعروف أو نهی عن منکر بما یمسّ السیاسة.
 

 

وهذا ما یعنی حالة مسخ خطیرة للإسلام وتزویر جذری له یسقط قیمته. لکن الظنّ بالأمة خیر وأن شعوبها لن تقع فی هذا الفخ وستکون استجابتها لربّها.

 

عیسى أحمد قاسم
11 ذو القعدة 1436هـ
الخمیس 27 أغسطس 2015م
 

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.