05 September 2015 - 17:45
رمز الخبر: 10832
پ
مرصد الفتاوى التکفیریة:
رسا- أکد مرصد الفتاوى التکفیریة التابع لدار الإفتاء المصریة، أن ما یقوم به تنظیم "داعش" الإرهابی من فرض لما یدعیه کذبًا بـ"الجزیة" على المسیحیین فی مدینة القریتین فی بسوریا، ما هو إلا نهب منظم وسرقة لأموال الناس بالباطل.
دارالافتاء

 

شدد مرصد الفتاوى الشاذة والتکفیریة فی بیان الیوم السبت، على أن الدولة فی شکلها الحدیث تقوم على مبادئ المواطنة وسیادة القانون والعقد الاجتماعی، فلم تعد تفرق بین مسلم وغیر مسلم، والجمیع سواسیة أمام القانون، وکذلک متساوون فی الحقوق والواجبات، لذلک لا فرق بین مسلم وغیر مسلم فی تحمل الأعباء أو نیل الحقوق، ومن ثم فلا یجوز فرض "جزیة" على غیر المسلمین بحجة حمایتهم أو احتفاظهم بدینهم، فمبادئ الدولة الحدیثة لا تفرق بین مواطنیها فی الخدمة العسکریة أو فی القضاء وغیرها من الأمور، کما أنها لا تُکرهِ الناس على اعتناق دین بعینه مصداقًا لقول الله تعالى: “لا إکراه فی الدین قد تبین الرشد من الغی” (البقرة 256).

 

وأضاف مرصد الإفتاء أن مبدأ المواطنة وعدم التمییز بین المواطنین متسق مع مقاصد الشریعة العلیا ولا یتعارض مع مبادئ الإسلام الحنیف فی شیء، بل یمکن القول أن الإسلام قد دعا إلى ما تدعوا إلیه المواطنة الحدیثة وأکثر من حب للوطن وانتماء له والذود عنه والحفاظ على النسیج الوطنی والاجتماعی وسلامته، فحب الأوطان والحفاظ علیها من الإیمان الذی حث الإسلام علیه ورغب فیه.

 

وشدد المرصد أن فرض الجزیة على أهل الذمة فی بعض الحقب التاریخیة کان مقابلة حمایة أرواحهم وأموالهم وتأمینهم على ذلک، وقد کان الصحابة عندما یخافون الخطر على أهل الذمة یردون إلیهم ذمتهم.

 

وحذر المرصد من إیذاء أهل الکتاب ومنهم المسیحیین، فقد أمرنا الله تعالى ورسوله صلى الله علیه وسلم بالإحسان لأهل الکتاب وحسن معاملتهم، وتحرم الشریعة أشد التحریم ظلمهم والبغی علیهم، فقد حثّ القرآن على البر والقسط بأهل الکتاب الذین لا یعتدون على المسلمین لقوله تعالى: “لا ینهاکم الله عن الذین لم یقاتلوکم فی الدین ولم یخرجوکم من دیارکم أن تبروهم وتقسطوا إلیهم إن الله یحب المقسطین”، فالبر أعلى أنواع المعاملة، حیث أمر الله به فی باب التعامل مع الوالدین، وهو الذی وضحه رسول الله صلى الله علیه وسلم فی قوله: "البر حسن الخلق".

 

وأضاف المرصد أن رسول الله صلى الله علیه وسلم حذر من ظلم أهل الذمة وانتقاص حقوقهم فقال: "من ظلم معاهدًا أو انتقصه حقه أو کلفه فوق طاقته أو أخذ منه شیئًا بغیر طیب نفس فأنا حجیجه یوم القیامة"، وقال صلى الله علیه وسلم: "من قتل معاهدًا لم یرح رائحة الجنة، وإن ریحها توجد من مسیرة أربعین عامًا".

 

وأورد المرصد بعض أقوال أهل العلم حین أساء بعض المسلمین معاملة أهل الجزیة فکان موقف العلماء صارمًا، فقد مرّ هشام بن حکیم بن حزام على أناس من الأنباط بالشام قد أقیموا فی الشمس، فقال: ما شأنهم؟ قالوا: حبسوا فی الجزیة، فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله علیه وسلم یقول: "إن الله یعذب الذین یعذبون الناس فی الدنیا". قال: وأمیرهم یومئذ عمیر بن سعد على فلسطین، فدخل علیه، فحدثه، فأمر بهم فخُلوا.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.