رحب شیخ الازهر الدکتور احمد الطیب برئیس لجنة الشؤون الخارجیة بمجلس الشیوخ الإیطالی فی رحاب الأزهر الشریف، معربًا عن تقدیره لحکومة وشعب إیطالیا لوقوفها بجانب الشعوب فی محاربتها للإرهاب العالمی بکافة صوره وأشکاله ، وقیامها بمسؤولیتها التاریخیة نحو مد جذور التعاون بین الشمال والجنوب، ووعیها بأن الجنوب إذا أُهمل فسوف تتداعى العدید من المشاکل على الشمال.
وأوضح شیخ الأزهر أن الإسلام دین سلام وتعاون ورحمة،شرع الحرب لردِّ العدوان ولیس للاعتداء على الآخرین، کما أنه دین یؤمن بتعدد الفکر وحریة الاعتقاد والرأی، ویعترف بحقوق الإنسان، وینص على أن العلاقة بین الناس تقوم على التعارف والتآلف، لافتًا إلى أن العالم الغربی یجب علیه أن یتعامل بأکثر جدیة وحسم مع الإرهاب العالمی الذی لا دین له والذی بات خطرا یهدد العالم بأسره، کما یجب أن یکون هناک رأی عام دولی لردع هذا الإرهاب العالمی.
وأکد أن إستراتیجیة الأزهر فی مواجهة التطرف وإرساء قیم السلام تعتمد على الحفاظ على النسیج المجتمعی من خلال إنشاء بیت العائلة المصریة الذی ظهرت نتائجه الطیبة فی وأد الفتن بین أبناء الوطن الواحد، وعملِ حملات توعیة عبر قوافله الدعویة التی تتواصل مع الشباب فی کافة ربوع مصر، وقد تخطت هذه الجهود مصر لتصل إلى مختلف أنحاء العالم، حیث أرسل الأزهر بالتعاون مع مجلس حکماء المسلمین قوافل السلام إلى العدید من دول العالم، بالإضافة إلى افتتاح مرصد الأزهر باللغات الأجنبیة لرصد ماتبثه "داعش" من أفکار تهدف إلى تضلیل الشباب وتشویه المفاهیم الإسلامیة، والرد علیها بمختلف اللغات.
من جانبه، أکد "کاسینی" أن بلاده لدیها اهتمام کبیر بالقضایا الدینیة التی تتداخل مع الأحداث والمشاکل السیاسة، مؤکدًا أن هناک الکثیر من المشترکات بین الشرق والغرب التی یمکن البناء علیها، من أجل مستقبل أفضل لکافة شعوب العالم.
وأضاف أن الأزهر الشریف له مکانة ودور کبیر فی إرساء دعائم السلم والأمن العالمیین ومواجهة التطرف، مبدیًا رغبة بلاده فی التعاون مع الأزهر الشریف فی مجال إعداد الأئمة والدعاة الذین یتبنون منهج الأزهر المعتدل فی مواجهة تشدد التنظیمات الإرهابیة، وفی مقدمتها تنظیم"داعش" الإرهابی.
وفی نهایة الزیارة قام الوفد الإیطالی بجولة تفقد خلالها مرصد الأزهر باللغات الأجنبیة، حیث أبدى أعضاء الوفد إعجابهم بالفکرة التی یقوم علیها المرصد وبآلیة العمل التی تستخدم تقنیات حدیثة ومتطورة لمواجهة الفکر الداعشی المتطرف.