05 September 2015 - 17:55
رمز الخبر: 10834
پ
الشیخ محی الدین عفیفی:
رسا- قال الشیخ محی الدین عفیفی "إن المعرکة مع الإرهاب أکبر مما نظن فهی معرکة لا تحسمها أجهزة الأمن وحدها لکن لابد من أن تکون المعرکة بالفکر أولا لتصحیح المفاهیم المغلوطة وتقدیم الإسلام فی صورته الصحیحة".
المعرکة مع الارهاب تحتاج الى تصحیح المفاهیم المغلوطة وتقدیم الإسلام فی صورته الصحیحة

 

قال الأمین العام لمجمع البحوث الإسلامیة الشیخ محیی الدین عفیفى إننا حینما نتحدث عن الحالة الدینیة فی عالمنا العربی نصاب بالدهشة والصدمة عندما نرى أن ما یمارس من إرهاب وعنف وقتل وتکفیر وتفجیر یمارس باسم الدین، وأن کثیرا من الصراعات تقوم تحت شعارات دینیة ومذهبیة مع أن الأصل هو التعایش والتفاهم واحترام الآخر لأن الله تعالى قال" یا أیها الناس إنا خلقناکم من ذکر وأنثى وجعلناکم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أکرمکم عند الله أتقاکم إن الله علیم خبیر".

 

أضاف الأمین العام خلال کلمته فی منتدى حوار الثقافات ببرنامج الحوار العربى الذی عقد بالعاصمة اللبنانیة بیروت واختتمت فعالیاته أمس أن الأصل فی العلاقات الإنسانیة هو التعاون إلا أن هناک من قام بتشویه صورة الإسلام ولم یکن ذلک نتیجة حملات المستشرقین أو أعداء الإسلام کما تعودنا أن نقول، ولکن کان نتیجة أفعال جماعات من المسلمین، ترتکب الجرائم باسم الإسلام، وتقدم فکرا وسلوکا یتعارض مع الإسلام وتدعى أنه الإسلام الحق حتى أصبحت الأضواء مسلطه على الفکر الشاذ الذی اقتحم الساحة الإسلامیة لإثارة الشبهات فی عقول المسلمین، إلى حد أن البعض تصور أن هذه الجماعات الضالة هی فعلا المعبرة عن حقیقة الإسلام بما فی سلوکهم من وحشیة وما فی فکرهم من تناقض ومعاداة للحضارة والتقدم والعلم والمنطق.

 

أوضح الشیخ عفیفی أن الفوضى التی ترید بها هذه الجماعات الحکم باسم الشریعة الإسلامیة تزید تخوف الغرب عمومًا؛ حتى أن البعض رأى أن الإسلام -کما تقدمه هذه الجماعات- خطر یهدد الحضارة والقیم الإنسانیة والأخلاقیة؛ ولأنهم یستغلون الأمیة الدینیة فإنهم یقدمون أفکارا لا یعرف عامة الناس أصلها، ولا یعملون تاریخ کل فکرة منها، وفى أی ظروف نشأت وتطورت وما إذا کانت تنطبق علینا فی هذا الوقت.

 

وتابع الشیخ عفیفی قائلا: إن المخالفة فی العقیدة أو المذهب أو الفکر أو الرأى، لا تستلزم العداوة أو البغض للآخرین بل تتطلب المزید من التفاهم والحوار والاستعداد للتواصل رغم الاختلاف لأن الله تعالى خلق الناس مختلفین، فکل إنسان له شخصیته وتفکیره الذی یمیزه عن غیره، ومن العبث أن یراد صب الناس کلهم فی قالب واحد فی کل شیء؛ ومن هنا فلا یجوز للمرء أن یضیق صدرا بالآراء المخالفة لرأیه، فلا یجوز لطرف أن یدعى لنفسه أنه وحده الذی یملک الحق المطلق، وأن غیره یقف فی الطرف المقابل الذی یتساوى مع الباطل.

 

واستطرد قائلا: لذا فإن المعرکة مع الإرهاب أکبر مما نظن فهی معرکة لا تحسمها أجهزة الأمن وحدها لکن لابد من أن تکون المعرکة بالفکر أولا لتصحیح المفاهیم المغلوطة وتقدیم الإسلام فی صورته الصحیحة؛ مشیرا إلى أن القلق من أن یستمر هذا الخلط فی المفاهیم والتخبط فی المواقف واستیلاء الضلال على عقول فئات من شبابنا وفی ذلک خسارة یصعب تعویضها.

 

وکشف الشیخ عفیفی أن المعرکة الفکریة والحضاریة ضد أعداء الإسلام الذین یناصبون له العداء وهم یحسبون انفسهم المدافعون عنه هی أخطر المعارک لأن العدو نستطیع أن نعرفه وهو یعرف نفسه ومنازلته ممکنة مهما تکن قوته لکن هؤلاء یقدمون أنفسهم على أنهم أوصیاء على الدین وعلى الناس فیصدرون احکامًا تنم عن عداءهم للإنسانیة؛ لافتا إلى أن الإرهاب موجود ومعروف فی العالم کله تقریبا وله منظمات وجماعات تتلون فی کل بلد بما یناسبها وهناک من یقول أن الإرهاب أصبح سلاحا دولیا وعنصرا ضاغطا على القرار وهذا هو هدفه الحقیقی غیر المعلن کما أن هناک من یرى أن الإرهاب أصبح فی هذا العصر بدیلا عن الحروب التقلیدیة وأن الذین یحرکون جماعاته من بعید یسعون إلى تحقیق غایات کانت تحققها الجیوش فی العصور الماضیة لکن اختلاف الظروف العالمیة جعلت الإرهاب الآن ظاهرة عالمیة.

 

وتساءل الأمین العام فی کلمته أین الدولة التی تخلو الآن من جماعات وحوادث الإرهاب ؟، مضیفا أنه فی أی بلد یظهر الإرهاب تحت ستار الدین لأن هذا هو ما یتفق مع طبیعة شعب هذا البلد لکی یقع شبابه فی سحر الشعارات الجمیلة النبیلة ولا یخطر بهؤلاء الشباب بأی صورة أن هناک عقلا محرکا ومنظمآ ومنسقآ یخطط ویدبر ولا یظهر ولا یلفت نظر هؤلاء الشباب أن العملیات الإرهابیة تنفذ بإستراتیجیات تناسب کل بلد من البلدان المختلفة فی العالم.

ارسال تعليق
لن يتم الكشف عن الآراء التي تتضمن إهانات للأفراد أو الإثنيات أو تؤجج النزاعات او تخالف قوانين البلاد و التعالیم الدينية.