قال ممثل المرجعیة الدینیة العلیا فی کربلاء المقدسة الشیخ عبد المهدی الکربلائی خلال خطبة صلاة الجمعة التی اقیمت فی الصحن الحسینی المطهر " فی الأیام الأخیرة کان للقوات الأمنیة تقدم ملحوظ فی محافظة الانبار وتمکنوا من تحریر بعض المناطق المهمة ونأمل من الله إن یحقق النصر المؤزر على الإرهابیین".
وأضاف أن" الدواعش یتبجحون بلا حیاء وخجل ومن ذلک فی استهدافهم بالسیارات المفخخة فی الأسواق المکتظة بالمواطنین کما حصل هذا الأسبوع فی الخالص والزبیر وراح ضحیته الکثیر من الأبریاء الذین اریقت دمائهم ظلما وعدوانا ". مجدداً "مطالبة الجهات الأمنیة بتحمل مسؤولیتها فی حمایة المواطنین من هؤلاء الأشرار".
وفی محور آخر بین الشیخ الکربلائی بالقول انه"فی ظل الأوضاع المالیة الصعبة التی یمر بها العراق وتوقعات الخبراء بعدم تحسن الواردات المالیة للبلد فی المستقبل القریب والذی ینذر بمشاکل جدیة للموازنة العامة للسنین المقبلة مع الحاجة إلى صرف موارد مالیة مهمة فی تغطیة تکالیف الحرب على داعش وما یلاحظ من استنزاف کثیر من الأموال فی الإنفاق الاستهلاکی دون وجود تطور ملحوظ فی مسار التطور الصناعی والزراعی واحتمالیة الحکومة إلى الاقتراض الذی سیرهق میزانیة الدولة بشکل اکبر بسبب ماتتحمله من فوائد بالغة الارتفاع على هذه المیزانیة فان الحاجة إلى إجراءات اقتصادیة ومالیة وتنمویة حقیقیة وضمن أفق زمنی واضح أصبح أکثر ضرورة من إی وقت مضى".
وأضاف إن" المأمول من الجهات المعنیة أن تسارع إلى الاستعانة بأهل الخبرة والاختصاص ولاسیما الکفاءات العراقیة الحریصة على مستقبل هذا البلد لوضع خطط مناسبة لمعالجة حقیقیة وجادة للمشاکل القائمة قبل أن تتفاقم وتتعثر معالجتها ".
واوضح بالقول انه" من أهم الإجراءات المطلوبة هو العمل على تحقیق العدالة الاجتماعیة ضمن الوظائف الحکومیة وفی الحقوق التقاعدیة من خلال تخفیض الفروقات الکبیرة بین الرواتب والمخصصات وإعادة النظر بالمبالغ المصروفة کنفقات استهلاکیة وذلک لمنع هدر المال العام فی أمور غیر ضروریة ولاسیما فی هذه الظروف".
وأکد الشیخ الکربلائی قوله أن" من المهم ایضا العمل على إشراک المواطنین فی معالجة الأزمة الراهنة ویتطلب ذلک توعیتهم وتثقیفهم لیمارسوا دورهم من خلال ترشید الاستهلاک واستغلال الوقت والجهد فی زیادة الإنتاج ".
وبین أن" المسؤولیة تقتضی بان یساهم المواطنون کل من موقعه وحسب الإمکانات المتاحة لهم فی معالجة هذه الأزمة الوطنیة ولایقف موقف اللامبالاة تجاهها ".
ولفت ممثل المرجعیة الى ان" الأوضاع الصعبة التی یمر بها البلد تحتم على القوى السیاسیة المشارکة فی السلطة أن تولی اهتماما بمتابعة العملیة الإصلاحیة والمضی فیها قدما وعدم محاولة خلق الموانع والعوائق امامها وعدم التغطیة على أی شخص مهما کان موقعه ومکانته من المحاسبة والملاحقة القضائیة والابتعاد عن المهاترات الإعلامیة وتوجیه الاتهامات غیر المستندة إلى أدلة واضحة عبر وسائل الإعلام فان ذلک لایتتبع إلا مزیدا من التوتر والشحناء والبلد فی غنى عنه".
وتابع الشیخ الکربلائی قوله ان" المطلوب من هیأة النزاهة أن لاتتاخر طویلا بالکشف عن ملفات کبار المتهمین بالفساد وإحالتها إلى القضاء".
وختم ان"على القضاء ان یکون قویا ولایداهن ولایحابی احدا ولایخضع لای ضغط من ای جهة مهما کانت ، وعلى الحکومة ان توفر الحمایة الکافیة للقضاة المکلفین بمتابعة المتهمین بالفساد لیأمنوا على أنفسهم وعوائلهم من العصابات التی تحمی الفاسدین".